من أرشيف مراكش: الملاكم مجيريح يواجه “يهودا الإسرائيلي ويشغل بال الرؤساء العرب والصحافة الإسرائيلية
عبد الحميد زويتة
. رغم أنه لم يكن محترفا للملاكمة إلا أن مسار الملاكم المغربي المحجوب مجريح المزداد سنة 1960 بمراكش يبقى أحد اهم المسارات الرياضية الفريدة والمتميزة بالمغرب.
فقد تعلق بالرياضة النبيلة منذ سنوات طفولته حين كان يلاكم بإستمرار في ساحة جامع الفنا قبل أن يتقن مهارات الملاكمة ويتقدم للمنافسات الرسمية بالمغرب ليتوج لعشر سنوات متتالية بالبطولة في وزن الذبابة دون أن يتمكن من الإستغناء عن مهنة طراح للخبز بفرن تقليدي داخل احياء المدينة العتيقة بمراكش قصد مواجهة الصعوبات المادية التي كانت تأزم حياته الإجتماعية , قبل أن ينتقل سنة 1988 لمواجهة الملاكم الإسرائيلي يهودا بن حاييم خلال الألعاب الأولمبية لسيول وهي المقابلة التي خلفت الكثير من التعليقات في صفوف ابناء مراكش سواء بالمدينة الحمراء أو بتل أبيب بإسرائيل
فقبل يوم واحد من إنطلاق المباراة تداولت الطبقات الشعبة العريضة من أبناء مراكش أنذاك أن الملاكم الإسرائيلي الذي أمضى سنوات طفولته بالمدينة الحمراء يعرف جيدا ما معنى أن تكون طراحا للخبز بالمدينة العتيقة , ثم إن أم الملاكم يهودا بن حاييم التي تعد إبنة مراكش دأبت منذ سنوات السبعينات على منع إبنها من اللعب مع العاملين بفرن حي الملاح .وهو ما كررته يومين فقط قبل مباراة مدينة سيول الكورية حيث خاطبت إبنها عبر إتصال هاتفي قائلة , “لا تلعب معاه أولدي راه غادي يرض ليك وجهك بحال الخبزة الفطيرة “
ومن جانب أخر إحتلت مدينة مراكش واجهة الصحف اليومية والأسبوعية بإسرائيل حيث أوردت إحدى الجرائد العبرية الواسعة الإنتشار خبرا على صفحتها الأولى وكان عنوانه “عامل فرن من مراكش يستعد لمنازلة جاره السابق يهودا بن حاييم ” أما من الجانب المغربي فقد ترددت الصحف المغربية كثيرا في نشر الخبر إعتبارا للتخوفات التي أبدتها الحكومة أنذاك من ما يمكن أن ينتج من غليان داخل الشارع المغربي سواء إنتصر مجريح أو إنهزم , و تابعت الدول العربية بإهتمام كبير المقابلة نظرا للنتيجة السلبية التي يمكن أن تعكسها على المنطقةالعربية .وهو ما تدخلت على إثره مجموعة من المشاورات من الجانب الإسرائيلي أفضت في النهاية إلى إعلان إنسحاب الملاكم يهودا بن حاييم بدعوى أن المقابلة تصادف يوم عيد كيبور اليهودي وبالتالي إعلان تأهل المحجوب للدور الثاني من المنافسات
وتميز المشوار الرياضي للملاكم المحجوب مجيريح بحصده لذهبية الألعاب العربية في وزن الذبابة والتي أقيمت في الرباط سنة 1985 إضافة لمشاركته المشرفة في إولمبياد 1984 و 1988 ورغم تألقه لسنوات طويلة يعاني البطل المغربي من ظروف إجتماعية صعبة عجلت بإنسحابه من الميادين الرياضية ليستقر بمنطقة تسلطانت التي تبعد ب13 كيلومتر عن مدينة مراكش