مهن غريبة بمؤهلات أغرب
هي مهن علمية تثير فضول واهتمام العاكفين عليها ولكنها من منظور الكثرين ليست إلا ضربا من الغرابة والحماقة وربما الجنون، فلك أن تتخيل نفسك أو أحد المقربين منك وهو يعمل كمنصت للأشجار أو مستنشق لصالح “ناسا” أو مستشار زواج لدببة الباندا، حتى تقف على الغرابة في أفصح طلالتها.
نعم هذه مهن علمية حقيقية يقوم الخبراء بتجارب علمية مختلفة فيجندون المختصين المؤهلين علميا للقيام بهذه المهن على أكمل وجه.
فمهنة الانصات للأشجار تتطلب مؤهلات لهذه المهنة تتلخص في تمتع الشخص المطلوب بيد حساسة وأذن قوية، ليقوم بالإنصات إلى الأشجار مستندا إلى تقنية يستخدمها ألكسندر بونومارينكو، الفيزيائي في مختبر غري نوبل الفرنسي متعدد الاختصاصات، لتحديد الأعراض الأولية للجفاف لدى هذه الأشجار.
وتقوم هذه التقنية على الإنصات على مسارات النسغ الضروري الذي تعيش عليه الشجرة في مختلف أجزائها والمتكون أساسا من جزيئات الماء والمعادن الموجودة في التربة.
وفي حالات الجفاف فإن كمية هذه الجزيئات تقل أكثر فأكثر في الجذور الموجودة في الشجرة، وعندما تهب الريح تخلف صدى داخل الشجرة نفسها يمكن تسجيله بميكرفون مرهف السمع، وهنا يصبح علم الأصوات مفيدا لتقييم صحة الشجرة.
أما مهنة المستنشق لصالح “ناسا”، فتتطلب تمتع صاحب هذه المهنة بحاسة شم لا تخطئ، حيث يتم اختبار قدرته المتميزة في الشم كل 4 أشهر بعرض 10 روائح مختلفة على الشخص المعني.
ملابس، معجون أسنان، صور عائلية أو أي شيء آخر لا يتم إرساله إلى الفضاء إلا بعد عرضها على أنف جورج الدريخ، وهو رجل يعمل منذ 40 عاما كمستنشق يشم كل شيء تود إرساله وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” الى الفضاء.
والسبب الذي يجعل هذه المهنة حساسة ومهمة للغاية في الرحلات الفضائية هو أن وصول أي شيء إلى المدار يمنع البتة إمكانية تهويته، كما لا يوجد مجال لإلغاء مهمة فضائية بسبب حمولة فاسدة، لذلك لا يمكن إرسال أي شيء للفضاء إلا بعد إجراء اختبارات سمية عليه، وهنا يصبح مستنشق الروائح المختص والحاذق الحل السحري لهذه المعضلة.
أما صاحب مهنة مستشار زواج لدببة الباندا، فيجب أن يكون شخصا فائق الصبر وقادرا على إيجاد مناخ تواصل وتفاعل مثمر بين أثنى وذكر الباندا من أجل التكاثر في وقت تدق فيه نواقيس الخطر المنذرة فتهدد هذا الفصيل من الدببة بالانقراض، خاصة وأن أنثى الباندا لا تسمح بالتزاوج معها إلا ثلاث أيام في السنة فقط، وهي فترة قد لا يكون فيها الذكر بالضرورة مهيأ لذلك، حتى أن بعض العلماء توجهوا للتخصيب الصناعي للحيلولة دون انقراض هذا النوع من الدببة، لكن آخرون تمسكوا بمهنة مستشار زواج لدببة الباندا.
أما مهنة الطبيب الشرعي للثدييات البحرية فتتطلب مهارة في استخدام السكاكين وعملا مضنيا وصبرا على تحمل الحرارة الناجمة عن استخدام منشار لقص شحوم الحيوانات وربما التعرض لدش من الدهون المتطايرة، والغاية من هذه المهنة أخذ عينات مختلفة من حيوانات شتى لفحصها مخبريا للبحث عن إمكانيات تعرضها لمواد سامة أو مرض ما وتحديد سبب وفاتها.