ندوة بالداخلة تبرز دور المؤسسة الدينية في تخليق الحياة العامة
شكل موضوع “دور المؤسسة الدينية في تخليق الحياة العامة” محور ندوة علمية نظمتها، مساء أمس السبت بالداخلة، المجالس العلمية المحلية بجهة الداخلة – وادي الذهب.
وتهدف هذه الندوة، المنظمة بتنسيق مع جمعية العناية بالمساجد بجهة الداخلة – وادي الذهب، إلى تسليط الضوء على الدور الذي تضطلع به المؤسسة الدينية في تأهيل المجتمع، من أجل التصدي ومقاومة كل السلوكيات والتصرفات التي تعيق تخليق الحياة العامة.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد رئيس المجلس العلمي لوادي الذهب، المنسق الجهوي للمجالس العلمية بجهة الداخلة – وادي الذهب، محمد سالم الجيلاني، على أهمية المؤسسة الدينية في تخليق الحياة العامة، بالنظر إلى موقعها كآلية ضبط اجتماعي تهدف إلى تحقيق العدالة والإصلاح ومكافحة الفساد.
وأشار إلى أن المؤسسة الدينية ترتكز، في تخليقها للحياة العامة، على تعزيز مبادئ الأخلاق وصلاح المجتمع والتعددية وقواعد العيش المشترك والمحافظة على الهوية الثقافية، وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية، التي تكفلها مؤسسة إمارة المؤمنين.
من جانبه، قال رئيس المجلس العلمي لأوسرد، محمد الجيلاني، إن هذه الندوة العلمية تهدف إلى توطيد الجسور بين المؤسسة الدينية والمجتمع، وفقا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس.
وأبرز، في هذا الصدد، الأدوار التي تقوم بها المجالس العلمية، في المسائل الدينية، وسعيها إلى دعم التآزر الاجتماعي، وبث روح المحبة والتكافل ما بين الناس، وخلق روح إسلامية معتدلة مبنية على الأسس الدينية القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية.
ومن جهته، اعتبر محمد طارق، الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، أن تخليق الحياة العامة يعتبر مدخلا ضروريا لتأسيس قيم جديدة في تدبير الشأن العام وتهذيب الحياة العامة والسياسية، من خلال إرساء قيم الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد، وسيادة واحترام القانون.
وأبرز طارق الأثر البالغ للمؤسسة الدينية المغربية، بكل هياكلها وتنظيماتها، في تخليق الحياة العامة، ومساهمتها الجليلة في إبراز القيم الاجتماعية والدينية، ومنظومات السلوك والأخلاق والمعاملات.
وأكد على دور مؤسسة إمارة المؤمنين، كدعامة أساسية للمؤسسة الدينية المغربية، في تخليق الحياة العامة، وحفظ الملة والدين بما ينسجم مع ثوابت التدين المغربي، والاضطلاع بنشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ قيمه السمحة، والحفاظ على وحدة العقيدة والمذهب.
وأشار إلى أن الاهتمام بتخليق الحياة العامة يأتي اليوم في إطار مواصلة الانخراط في دينامية الإصلاحات الديمقراطية التي يعرفها المغرب، ومواكبة جهود السلطات العمومية في ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة، وثقافة المرفق العام، وقيم المواطنة المسؤولة