ندوة صحفية للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش في “الدورة 51”
وأوضح محمد الكنيدري رئيس اللجنة المنظمة، أن الدورة 51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، التي ستنظمها جمعية الأطلس الكبير، بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت شعار “الأغاني والإيقاعات الخالدة”، تعرف مشاركة 34 فرقة فلكلورية من أجود الفرق الفنية التراثية المغربية، ضمنها فرقتين أجنبيتين ويتعلق الأمر بكل من فرقة “افريكا فاميليي” التي تضم فنانين من السنغال وساحل العاج والغابون، وفرقة من اسبانيا ضيفة شرف هذه الدورة.
وأكد الكنيدري أن أغلب فعاليات الدورة التي تتواصل على مدى خمسة أيام، ستنظم في فضاء قصر البديع الذي يعد من أهم المعالم التاريخية بمدينة مراكش، ويعود تاريخ تأسيسه إلى القرن السادس عشر، على عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، في حين تحتضن مواقع أخرى بالمدينة فقرات من برنامج التظاهرة، على غرار ساحة الحارثي وساحة جامع الفنا التاريخية.
وأضاف الكنيدري أن تنظيم هذه النسخة من المهرجان، بعد الأزمة الصحية لفيروس كورونا يعد أكثر من مجرد ترويج لمدينة مراكش وللتراث الثقافي الوطني، وتجديد عميق لتراث له جوانب فنية متعددة وأبعاد اجتماعية وروحية، مبرزا الجهود التي تبذلها جمعية الاطلس الكبير للرقي بهذا المهرجان عبر العمل على ترتيبه تراثا وطنيا في أفق إعداد ملف شامل قصد تسجيل المهرجان الوطني للفنون الشعبية كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي من طرف “اليونسكو” باعتباره أحد مكونات الهوية الوطنية، وعنصرا من عناصر التراث الثقافي غير المادي.
وأشار إلى أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية المنظم سنويا بالمدينة الحمراء، يعكس تنوع هذا التراث الثقافي اللامادي الهام الذي يفتخر به المغاربة، ويعتبر أحد أهم وأعرق المهرجانات بالمملكة وعلى الصعيد العالمي بالنظر لمكانته التاريخية حيث يعبر عن التنوع الثقافي الذي يعرفه المغرب وما يزخر به من تراث ثقافي وشفهي.
وحسب الكنيدري، فإن تنظيم هذه الدورة من المهرجان، جاءت لرد الاعتبار للتراث والموروث الثقافي اللامادي الوطني، من خلال تثمينه وتحصينه والمحافظة عليه لكي يلعب دوره الفعال في مخططات التنمية المستدامة التي تعرفها المملكة، وإعطاء دفعة قوية وحيوية جديدة لهذه التظاهرة حتى تصبح موعدا سنويا يرد فيه الاعتبار إلى المجموعات الشعبية المغربية التي ظلت تكافح لسنوات عديدة من أجل المحافظة على هذا الفن العريق المتوارث عبر العصور، والذي يعد شاهدا على أصالة الحضارة المغربية وأمجادها، والمساهمة في تنشيط المدينة الحمراء.
وأضاف أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي صمد عبر الزمن بفضل تأثيره الذي يحتضن الروح المغربية، عبر هذه النغمات والألوان المتلألئة، يعمل على توفير تظاهرة ثقافية واسعة النطاق للجمهور المراكشي وجميع المغاربة وكذلك جميع الزوار الأجانب للمدينة الحمراء، مما يضمن جاذبية للمدينة كوجهة سياحية وعاصمة للفنون والثقافات.
من جانبه، أكد سمير الوناسي رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي، مدى أهمية هذه التظاهرة نظرا لما تعرفه من إشعاع وطني ودولي، وما تشكله من تجمع هائل لمختلف التعابير الفنية الشعبية المغربية الأصيلة، حيث تقدم فيها فنون الجهات على المنصة الوطنية ويقدم فيها الموروث الفني المغربي للعالم بمضامين الغنى والتنوع وبقيم التعايش وعفوية الاختلاف الدالة على عمق ثقافة السلم والاستقرار في الوجدان الوطني.
وأضاف الوناسي أن دورة هذه السنة تخلد 51 سنة من الاحتفاء بالفنون الشعبية المغربية، ويأتي تنظيمها تماشيا مع التعليمات الملكية التي تؤكد ضرورة تثمين التراث الثقافي والفني للمغرب باعتباره رافدا مهما من روافد الهوية الوطنية، وكذا تنفيذا لاستراتيجية الوزارة الرامية إلى دعم الإبداع الفني وتثمين المبادرات التي تعنى بالتراث.
وأشار الى أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي انطلق، في دورته الأولى، سنة 1960 ظل يشكل شهادة للوحدة في التنوع، من خلال تقديم ثقافة تتشكل من ثلاثة مكونات أساسية، عربية وأمازيغية وافريقية، تعتني بالموروث المتوسطي والآثار الأندلسية، فيما تنفتح باستمرار على الثقافات الأخرى، من دون أن تفقد أصالتها.
وسيكون عشاق الفرق التراثية، على موعد مع إيقاعات وأهازيج ورقصات شعبية و لوحات فنية مستوحاة من الأشعار المستلهمة من التراث المغربي وتعكس التنوع الحضاري والثقافي لكل منطقة على حدة بفضاء قصر البديع الأثري الذي سيحتضن العروض الرسمية لهذه التظاهرة الفنية.
ويعد المهرجان الوطني للفنون الشعبية أقدم مهرجان فني في المغرب، والتظاهرة الفنية الوحيدة التي تسلط الضوء على التراث الشعبي النابع من مختلف مناطق المملكة، ويندرج في إطار الدينامية الهادفة إلى المحافظة وإنعاش ونقل التراث اللامادي بالمملكة، الممثل في فنونه الشعبية والتقليدية.
ويشكل المهرجان الوطني للفنون الشعبية، فرصة لإنعاش القطاع السياحي بالمدينة الحمراء. مناسبة لاكتشاف أصالة وتنوع الفولكلور المغربي وتراثه الشعبي في مختلف تجلياته الثقافية والفنية واكتشاف الموروث وصناعة العفوية والأصالة من خلال فنون تقليدية نابعة من مصادر حية لم تتقادم مع الزمن.