نقاش مستفيض ومواقف متباينة بخصوص عقوبة الإعدام خلال لقاء بمراكش
الكاتب:
و م ع
أبرز المدير التنفيذي لمؤسسة بن تاشفين للدراسات والأبحاث، حماد القباج، معنى ومدلول القصاص في الشريعة الإسلامية، قائلا إن تطبيقها يتوخى تحقيق هدف سام ويتجلى في صيانة أمن وطمأنينة المجتمع وتجنب “الفتنة”، كما ذكر بالخيار الذي تبنته الديمقراطيات الكبرى للحفاظ على عقوبة الإعدام بالنظر لطابعها الردعي ضد جميع أشكال الجريمة..
من جهته، أبرز ياسين دريان، المدير التنفيذي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش-آسفي، التزامات المملكة للالتحاق بركب الأمم التي انخرطت في إلغاء عقوبة الإعدام (ثلث دول العالم)، معتبرا أن هذه العقوبة تتعارض مع مقتضيات الدستور المغربي التي تكرس الحق في الحياة.
بدوره، أبرز عبد الحق عندليب، عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الحقيقة والإنصاف بالمغرب، الطابع الرجعي والقاسي لعقوبة الإعدام والتي أضحت من بقايا الماضي ولا تتماشى مع مجتمع حداثي يحترم حقوق الإنسان وخاصة الحق في الحياة.
واعتبر أن النقاش الدائر حول هذا الموضوع أصبح متجاوزا بالنظر للقيم الكونية السائدة، داعيا إلى انخراط سريع في إلغاء عقوبة الإعدام.
من جهتها، تناولت لطيفة خوباشي، أستاذة القانون الخاص بكلية الحقوق بمراكش، هذه المسألة انطلاقا من مقاربة علمية حيث سلطت الضوء على مختلف المبررات التي يقدمها المدافعون والمعارضون لعقوبة الإعدام.
وأكدت بالاستناد إلى نتائج دراسات ميدانية، أن هذه العقوبة لا تشكل حلا مطلقا لمواجهة تنامي الجريمة طالما لم يكن هناك وعي علمي دقيق بأسبابها الحقيقية، مبرزة أنه على الرغم من الاحتفاظ بهذه العقوبة فإن الجريمة سائرة في الانتشار الجريمة.
وقد أتيح للعديد من الحاضرين، في جو يتسم بالروح الديمقراطية، وعلى مدى خمس ساعات، فرصة التعبير عن رأيهم الرافض أو المساند لعقوبة الإعدام.
وإذا كان التوافق لم يتحقق خلال هذا اللقاء، فإنه شكل على الأقل مناسبة ملائمة لحلحة الأفكار وتبادل وجهات النظر ووضع هذه القضية في إطار نقاش ديمقراطي يتيح لكل واحد الحق في التعبير والدفاع عن آرائه وقناعاته