هؤلاء هم الوزراء الذين تخلوا عن رواتبهم و معاشاتهم
الكاتب:
نجيب المعلم
قامت جريدة الاخبار الورقية، بتقرير خاص عن الوزراء، الذين تخلوا عن رواتبهم و معاشاتهم، فمنهم من اختار ذلك عن اقتناع بأنها مهمة وطنية تطوعية، و منهم من استغنى عليها ليسر حاله الاقتصادي و الاجتماعي.
محمد بلعربي العلوي:
كان مؤمنا بالقيم الانسانية النبيلة، بل رفض المعاش الذي خصصته له الدولة و اكتفى بما ينتجه من عرق جبينه، في مجال العلم و المعرفة، ويحكي رفاق شيخ الاسلام بلعربي أن هذا الاخير استغرب كثيرا لما اقترحوا عليه معاشا بلا عمل، فقدم استقالته من منصبه كوزير دولة سنة 1962.
مبارك البكاي:
خاض حروبا عنيفة ضد النازيين عند احتلالهم لفرنسا، لأنه كان من الجنود المغاربة الذين قاتلوا ضمن صفوف الجيش الفرنسي، عرف بمقاومته الشرسة إلى جانب مقاتلين مغاربة، الشيء الذي كلفه بتر رجله اليمنى، مما بوأه مكانة عالية لدى الفرنسيين، وحين عاد السلطان محمد بن يوسف من منفاه اختاره رئيسا لأول حكومة مغربية بعد الاستقلال. ظل يتوصل بمعاشه من الجيش الفرنسي ،وليس من الحكومة المغربية.
المختار السوسي:
لم يكن المختار مهتملا بمنصبه الوزاري كوزير للتاج، بل كان همه الأول هو التأليف، بعد أن وجد في كتابه “المعسول” أجوبة للعديد من الأسئلة العالقة، لا سيما أن كتابته عبرت مراحل امتدت من المعتقل إلى الاستوزار. باع منزل له بالرباط و خزانة كتبه إلى جمعية علماء سوس، وتفرغ لتأليف الكتب.
عبد الله ابراهيم
: الوزير الذي لا يملك سيارة و لا معاشا. الكثير من المغاربة لا يصدقون ان عبد الله ابراهيم المفكر السياسي و الوزير الاول في حكومة 1958 إلى1960 لم يملك في حياته سيارة و تخلى عن تقاعده. ابن منطقة الحوز جنوب مراكش، ترعرع وسط عائلة بسيطة، كان احد صناع الكثلة الوطنية مهندسا بارعا لها، فتحول في ظرف زمني قياسي إلى أحد أبرز قيادات حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، المنشق عن حزب الاستقلال أنذاك. كان أول من ندى بإلزامية التعليم، وعمل على تعميمه في القرى و المداشر.
عبد الكريم الخطيب
: يقول نيلسون منديلا في خطبته التاريخية سنة 1962 “.. التقيت شخصية فذة في المغرب، وطلبت منه مساعدة الحركة التحررية في جنوب افريقيا، بالسلاح و المال، فلم يتردد في تحديد موعد في اليوم الموالي، بل كان ينتظرني قبل الموعد المتفق عليه، سلمني 5 ألاف راند، وكانت قيمة الراند الواحد حينها تفوق قيمته الحالية، كان يساوي مليون راند، إنه المناضل عبد الكريم الخطيب”. خصص معاشه لعلاج المرضى والمعوزين، ظلت عيادة عبد الكريم الخطيب في درب السلطان بالدار البيضاء مفتوحة بالمجان، لفائدة المقاومين والفئات الفقيرة، فشكل لوحده مؤسسة لرعاية أسر الشهداء.
عبد الرحيم بوعبيد
: وزير الاقتصاد الذي كان ينتقل بدراجته النارية من سلا إلى الرباط. ولد بوعبيد بمدينة سلا سنة 1922، التحق بسلك التعليم الابتدائي بمسقط رأسه بسلا، رغم أن والده كان نجارا تقليديا، استطاع الفتى مقارعة الاكابر، وحصل على شهادة الدروس الابتدائية بدرجة ممتاز خولت له الالتحاق بثانوية مولاي يوسف،كطالب داخلي سنة 1934. يقول المؤرخ السياسي،المعطي منجب:”عبد الرحيم بوعبيد لم يغتني خلال الاشهر التي كان فيها وزيرا للاقتصاد و المالية، فهو الذي وضع أسس النمط الاقتصادي المعتمد إلى اليوم بالمغرب،رغم ذلك لم يراهن على تكوين ثروة شخصية كما فعل اخرون،بل بقي نزيها حتى أنه لم يمتلك بيتا خاصا به، وظل ينتقل بين الرباط و سلا وهو وزير على متن دراجته النارية”.