ها عــلاش النــاس كَـيـْهَـربـوا من بعض المرشحيــن
عبد المغيث عيوش
عندما نتحدث عن فرحة الناس وشماتتهم وتشفيهم في عزل هذا المرشح أو الابتعاد عنه وعن حاضرته وسياسته المتلونة، فإنهم لا يعنون مرشحا بعينه وإنما انتهازيو الضربة ومتخصصو الدقة ، بفتح الدال وتشديد القاف ، فــ ” للي عضو الحنش مرة واحدة ، يخاف من الحبل مرات”.
وهنا أسرد مثالا على هذه السياسة الانتخابية المتبعة عند بعض هؤلاء المرشحين الذين يتظاهرون أنهم نزهاء فصحاء أوفياء … والتي تهدف إلى دفع وتكريه المواطنين فيهم والهروب من ساحتهم لأنهم مصلحيين انتهازيين ، مُغرييــن ، عديمي الضمير و…
روى لي أحد الأصدقاء أن شابا من عائلته تخرج قائدا ، وعين بإحدى الدوائر، وكان والده تقيا وقد أوصاه خيرا بالمواطنين الضعفاء والمظلومين، وبما أن القائد الشاب كان مرضيا وذا خلق ، فقد عمل بوصية والده وفتح مكتبه للمواطنين البسطاء والاستماع إلى شكواهم وقضاياهم وتظلماتهم ، ومكنهم من حقوقهم، فما كان من أعيان القوم ” السياسيين” الذين يعتبرون أنفسهم فوق الجميع، إلا أن اجتمعوا.. ففكروا ، وتآمروا ، فقرروا الاتصال بعامل الإقليم ، وتقديم شكوى بالقائد بدعوى أنه يفتح مكتبه للمواطنين البسطاء أكثر من اللازم ، ويهمل علية القوم (البرلمانيين) ذوي المال والإقطاعيين ، ولا يعيرهم أي اهتمام ولا يستقبلهم استقبالا يليق بمقامهم وبعظمتهم كسياسيين وممثلين عن رقاب العباد..
استمع العامل لشكواهم بكل اهتمام ، وأمر باستدعاء القائد على وجه السرعة ، وخاطبه غاضبا ” باغــي ديــر لي فيها عمر بن الخطاب…” وأمره بالالتحاق بمقر العمالة ، وأعطاه مكتبا بدون مهمة ، يقضي فيه أوقات العمل بدون عمل.
لقد ذهب زمن هذه التصرفات إلى غير رجعة ، لكن سياسة بعض هؤلاء المرضى الذين يعتقدون أنهم فوق القانون ، فوق الجميع، متناسين أن “للي طلع دابا ينزل” ظلت لصيقة ببعضهم تتوهم وتوهمهم أن سلوكهم المشين والضار بمصالح المواطنين ، سيمسكون به زمام الأمور ، دون أن يرجعوا عن غيهم ، قبل أن يأتيهم الطوفان ، ويأخذهم إلى حيث لا يحتسبون، فلم يأخذوا العبرة من فرعون مصر، أيام نبي الله موسى عليه السلام، ولم ينتبهوا للقولــة { لي فراس جمل ، فراس الجمال}.
فالبعض من هؤلاء السياسيين من سبق الأوان وتوزع داخل أنسجة المجتمع المدني محاولا ومدعيا تملكه لمصلحة هذا البلد الحبيب أو تلك المنطقة، والبلد والمنطقة معا بريئة منه ومن أمثاله وأفعاله ومن سياسته العرجاء ، مستخدما في ذلك أبجديته المعرفية التي راكمها في فن ( تخلويــض) السياسي ، واضعا بذلك حواجز وعراقيل أمام ذوي النيات الحسنة من الشرفاء المخلصين الذين يريدون خيرا لهذا الوطن ، وآخرون استولوا على كراسي وثيــرة في السياسة واستطابـوا الجلوس عليها ، فعملوا على تسخير وتجنيد مرتزقة يقتاتون من فتات موائدهم لينشروا غسيل خصوم أسيادهم بدون حــق ، بغية التستر وطمس ومسح سلوكات أصبحت مألوفة ومعروفة لدى عموم المغاربة اتجاه بعضهم ، وهذا علاش الناس كيهربوا من بعض المرشحين الذين يزعمون أنهم…