هذا ما تدارسه المشاركون بمراكش خلال الملتقى السنوي الثامن للمؤسسة العربية للإتصالات الفضائية (عربسات)
الكاتب:
وكالة شنخوا مراكش 24
حذر المشاركون في أعمال الملتقى السنوي الثامن للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) للبث التلفزيوني الفضائي، الذي افتتح اليوم (الثلاثاء) بمراكش من استغلال البث الفضائي لإنتاج ونشر خطاب يخدم سياسات التقسيم والتجزئة ويغذي نزعات التوتر والاحتقان والعنف والعرقية.
وأجمعوا على أن جماعات وجهات وجدت في البث الفضائي فضاء لتصريف قناعاتها المتطرفة مؤكدين أن هذا التحدي الذي تواجهه كل دول العالم ليس بمقدور أي دولة على حدة رفعه.
وفي هذا الصدد، قال وزير الاتصال مصطفى الخلفي، إنه أمام انخفاض كلفة تقنيات التشويش والتعطيل وتعددها، لم يعد بوسع الدول في إطار سيادتها الإعلامية، الارتهان للبث الفضائي.
ودعا إلى التفكير في مستقبل البث الفضائي في المنطقة العربية ، خاصة في ظل تطورات وتحولات تكنولوجية متسارعة تنعكس ليس فقط على تقنية البث وتكلفته بل تؤثر بشكل جذري على أنماط الاستهلاك وتضع المجتمعات أمام خيارات كبرى إن لم تكن خيارات بديلة تهدد بشكل جدي مستقبل الأنماط الحالية التقليدية أو الحديثة.
كما دعا لتحمل المسؤولية في بث فكر وسطي معتدل يجد مرجعيته في الشريعة الإسلامية السمحة ويقدم جوابا ليس فقط لأبناء المنطقة بل للإنسانية الجمعاء.
أما رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب، أمينة لمريني الوهابي، فقالت إن انخفاض التكلفة الاستثمارية وتسارع حدة المنافسة والتماهي مع منطق شبكات التواصل الاجتماعية والمواقع الالكترونية والقنوات التلفزيونية والاذاعية عبر الانترنت تدفع اليوم إلى إعادة تسطير ماهية التلفزة والإذاعة في ظل هذه النماذج السائدة.
وأبرزت أن المضامين السمعية البصرية تظل من الإشكاليات التي تسائل المسؤولين في المجال الإعلامي بالمنطقة في علاقة بعنصرين أساسيين يتجليان في ما يبث من جهة، ودرجة وعي المشاهدين وقدرتهم على تفعيل الحس النقدي تجاه ما يفرض عليهم من جهة أخرى.
ودعت إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة تأطير وتحصين هذه المضامين الفضائية العابرة للحدود بتشريعات وتنظيمات وأخلاقيات وممارسات فضلى متعارف عليها دوليا في انسجام مع القيم الإنسانية الكونية، وكذا توحيد الجهود والاشتغال على اخراج مقاربات جديدة في التعاطي مع الإعلام السمعي البصري العربي الفضائي حتى يكون حاملا لمشاريع مجتمعية في خدمة المواطنة.
من جانبه، أبرز الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، الدور الريادي للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) باعتبارها تمثل إحدى أبرز تجارب العمل العربي المشترك التي أسهمت بقدر كبير في تفعيل آليات التبادل الإخباري والبرامجي بين الدول العربية ودعم عملية التعاون الإعلامي بينها.
كما أكد على ضرورة تفعيل ميثاق الشرف الاعلامي ضمن التشريعات النافذة والمنظمة للمهن الاعلامية، وكذا العمل على اعتماد أخلاقيات المهنة منهجا في كافة مجالات العمل الاعلامي بما يتوافق مع قيمة الاعلام كأحد أدوات التعبير التي تمس الانسان وتخدم قضاياه.
ويعرف هذا الملتقى مشاركة ثلة من المالكين والمسؤولين عن البث التلفزيوني الفضائي العربي والعالمي وخبراء عالميين في هذا المجال.
يشار إلى أن “عرب سات”، التي تأسست سنة 1976، تبث أكثر من 500 قناة تلفزيونية و200 محطة إذاعية، واثنتين من شبكات التلفزيون مسبقة الدفع، بالإضافة إلى تشكيلة كبيرة و متنوعة من القنوات عالية الوضوح تصل إلى عشرات الملايين من المنازل في أكثر من 80 دولة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.
وتعتبر “عرب سات”، التي يتجاوز عدد مشاهديها 170 مليون مشاهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، المشغل الوحيد للأقمار الصناعية في منطقة الشرق الأوسط التي تقدم مجموعة كاملة من خدمات الاتصالات والبث وخدمات النطاق العريض بتشغيلها لأسطولها المتنامي من الأقمار الصناعية.