هذا ما قاله وزير التربية بمراكش
الكاتب:
مراكش 24
قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، السيد رشيد بلمختار، اليوم السبت بمراكش، إن الرأسمال اللامادي والاستثمار في ميدان التربية الذي يعد بالكثير، يكتسيان أهمية كبيرة بالنسبة لبناء مستقبل زاهر بالمغرب الذي حقق تطورا ومنجزات هامة على كافة الأصعدة. وأبرز السيد بلمختار في مداخلة ألقاها أمام طلبة الأقسام التحضيرية تحت عنوان “الرأسمال اللامادي” في إطار المنتدى الجهوي الثاني للتربية والتكوين، المنظم من قبل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش تانسيفت الحوز، في موضوع “المغرب، بلد صاعد”، أن الجهود الكبيرة المبذولة والسياسات المتبعة مكنت من تحقيق نتائج جيدة ومهمة في ما يتعلق بالرأسمال اللامادي (تجاوز ال60 في المائة من إجمالي الثروة بالمملكة ما بين سنتي 2000 و2013)، مما جعل المغرب يحتل مكانة متميزة مقارنة مع بلدان أخرى. وأوضح أن الرأسمال اللامادي، الذي يعد مفهوما جديدا، يكتسي أهمية كبيرة وخاصة من ناحية الدور الذي يضطلع به في إعداد وتوجيه السياسات العمومية، مشيرا إلى أن هذا المفهوم الجديد يرتكز في جزء كبير منه على عناصر ترتبط بالمعرفة والخبرة والحكامة والعدالة والرأسمال الاجتماعي المتمثل في الثقة بين الأشخاص داخل المجتمع وقدرتهم على العمل سويا للوصول إلى النتائج المرجوة. وشدد، من جانب آخر، على ضرورة إرساء نظام تعليمي يفرز مدرسة تساهم في إنتاج مواطن المستقبل يتوفر على كفاءات عالية ويتحلى بسلوك وقيم تجعله فاعلا رئيسيا في تحقيق التنمية بالبلاد، فضلا عن إيجاد الآليات المناسبة لتغيير وتطوير البرامج والمناهج التعليمية من أجل تمكين التلاميذ والطلبة من الحصول على تكوين جيد يؤهلهم لولوج سوق الشغل مع التشبع بالقيم الوطنية. على صعيد آخر، وبخصوص مشكل البطالة، سجل السيد بلمختار أن التجارب أظهرت أن “المملكة تزخر بعدد كبير من مناصب الشغل، غير أن الإشكال الذي يطرح نفسه يتجلى في عدم وجود أشخاص مكونين ومؤهلين بما يلزم لشغل هذه المناصب”. من جهته، قال والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، السيد عبد السلام بيكرات، إن “التحدي الكبير الذي يواجه المملكة يتجلى في جودة العنصر البشري”، مشددا على ضرورة اعتزاز الشباب بتاريخ وتميز المغرب الذي يعد بلد تكافؤ الفرص. من جانبه، دعا رئيس فدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ بمراكش، السيد نور الدين العكوري، إلى محاربة “ثقافة التيئيس” وتجديد ثقة الجيل الصاعد في المدرسة العمومية المغربية باعتبارها رافعة أساسية لكل تقدم منشود، مشيرا، من جهة أخرى، إلى أن المنتدى الجهوي الثاني للتربية والتكوين يشكل فرصة سانحة لمقاربة سؤال جوهري يتمثل في كيفية جعل التعليم يؤثر بشكل ملموس في تطوير البلاد. إثر ذلك، قام السيد بلمختار بزيارة تفقدية للمدرسة الابتدائية (أبي هريرة) بالمدينة الحمراء، حيث اطلع على الجهود المبذولة من قبل الأطر التربوية والعاملين بهذه المؤسسة لجعلها فضاء صالحا لعملية التعليم والتعلم وتقديم صورة جيدة عن المدرسة العمومية. وتضمن برنامج المنتدى الجهوي الثاني للتربية والتكوين، الذي نظم على مدى يومين بشراكة مع مركز الأقسام التحضيرية ابن تيمية بمراكش وفيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بمراكش، عروضا تتقاطع تيماتها مع الموضوع العام للمنتدى الذي عرف مشاركة أساتذة جامعيين وباحثين وخبراء وفاعلين في الحقل الاقتصادي وطلبة من مدارس عليا للتجارة والهندسة