هذا هو شيخ البودشيشيين الجديد
أوصى شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، حمزة بلعباس، قبل وفاته، بانتقال « سره » إلى ابنه جمال فحفيده منير القادري، وتبرا من كل مخالف لمضامينها زائغ عن توجيهاتها ».
وابتدأت الوصية كما جاء فيها ب « لكافة المريدين لوجه الله تعالى، رجالا ونساء، ممن أخذوا عنا العهد على التوبة إلى الله أن يبادروا بتجديد العهد لوارثنا الأوحد والمأذون الأرشد ونصيحتنا لهم أن يعظموا الرابطة بينهم وبينه تعظيما لبنيانها المرصوص بعبارة التوحيد ».
وزكى الراحل ابنه الوريث كاتبا: « سيدي جمال هو من صلبنا الترابي قد نشأ على الطهارة كما يعرفه الأقارب والأباعد وقد هيأه الله لأحوال الذكر السنية التي نشأ عليها ونبت حتى تحقق له ميلاد جديد من الصلب الروحاني لهذه الطريقة ».
وأضاف الشيخ حمزة: « نحمده على ما رزقنا من معنى العبودية وعلى ما أورثنا وهدانا إليه من توجيه القلوب وترقيتها حتى تخلص التعلق بالألهية وذلك من سبحانه وتعالى منة وفضلا وما كان عطاء ربك محظورا بشرى من الله بقبول توبة الآباء والأجداد ».
من جهة أخرى، لم يفوت شيخ البودشيشيين المتوفى فرصة الثناء على الطريقة مدونا « الشجرة الزكية التي نستظل بظلها وهي شجرة الاجتماع على ذكر الله كان قد جدد غرسها في التربة البودشيشية القادرية شيخنا وابن عمنا سيدي أبو مدين بن المنور وعهد بالإذن فيها لوالدنا فتعهدها بالرعاية ».
مضيفا في ذات سياق الثناء: « ها قد رأينا ذلك الإذن ورآه المؤمنون يتفجرون فيوضا غزارا وينفلق بركات وأنوارا ما فتئت تزكو وتزداد انتشارا غرف منها في البلدان الدانية والفاضية أفواج من الشيب والكهول ومن الشباب خاصة رجالا ونساء أحيوا الطريقة على مقتضاها وسعدوا بها على ما رزقهم الله من إحياء مراسم النسبة للذكر على مبتغاها ».
واختتمت الوصية بالقول « قد جمع الله فيها على هدى المحبة والصحبة من كتب له نصيب من إرادة وجهه الكريم »، مضيفا: « طريق الإرشاد إلى الله وسبيل الدلالة عليه بتلقين الذكر هي لدى العارفين بمقاماتها أقوم طريق وأبين محجة وهي لدى الذائقين حلاوة الإيمان أعظم توفيق وأنجح منهاج إذ فيها تنكشف عن قلوب المنتسبين الحجب وتزول الأكدار وبها تدرك في حرز اللطف والأمان مقامات الأطهار وبها ينال العلم الذي به يعبد الله حقا على نبضات الإخلاص الخالية من شوائب الأغيار ».