هشام الملولي ..بوليسي بحال إلا ما بوليسي …
حين تنتهي من مشاهدة الفيديو الذي وضعه هشام الملولي على اليوتيب تحت عنوان “بغيت حل لحياتي” تستنتج للأسف فكرة واحدة هي أن الملولي تحدث عن نفسه كثيرا و بالغ في الحديث عن مؤهلاته المحترمة حتى تتخيل أنك أمام رجل خارق يمثل زبدة الفرق الخاصة للأمن الوطني بالمغرب و كأنه الوحيد و الأوحد الذي بإمكانه ردع الجريمة في بلدنا الحبيب وذلك بعد أن تعمد عدم الإشارة والتذكير بما يحققه يوميا المئات من الأبطال المغاربة الحقيقيين الذين إلتحقوا بسلك الشرطة ولهم مؤهلات بدنية جد ممتازة تجاوزت الفرجة والإستعراض و إنصهرت في مسؤوليات حقيقية ذات نفعية ومردودية ميدانية يلمسها عموم المغاربة بشكل يومي حافزهم الأساسي في ذلك هو خدمة المواطن المغربي وفق إستراتيجية عامة ركيزتها الأساسية الإنضباط و الإحترام التام للقوانين والأعراف .
هشام الملولي بطل في رياضات فنون الحرب له إمكانيات بدنية تستوجب الإحترام والتنويه إلا أن درايتة بماهية عمل رجل الأمن في المغرب باتت ضعيفة جدا, نفهم من خلالها أنه لم يُطور قدراته المعرفية والثقافية موازاة مع ممارسة مهامه الوظيفية, وكل ما تختصره مفكرته الصغيرة عن عمل رجال الشرطة في المغرب هو الجاهزية البدنية العالية و ممارسة فنون الحرب , وكأن المعيار الوحيد الذي يضمن لك الإلتحاق بأسلاك الشرطة هو الطراوة البدنية ولا شيء أخر .
هشام الملولي بطل ولا أحد ينكر هذا المعطى الواضح بجلاء, لكن عموم المغاربة لن يقبلوا أن يتعمد هذا البطل مخاطبتهم مرتديا جلباب المظلومية و متسلحا بإنجازاته الإستعراضية للمطالبة ب”حل لحياته ” وكأن تقديم خدمات أمنية للمغاربة رهين برفاهية موظفي الأمن و توفير مستحقات مالية شبيهة بتلك التي يتقاضاها أبطال الفنون الإستعراضية..
لا أدري لماذا غاب عن البطل خلال هذا الفيديو تذكير المغاربة بأن حب الوطن وإنكار الذات هو المفتاح الوحيد الذي يفتح أبواب الإنضمام لسلك الشرطة في وجه الشباب المغاربة , وهو شرط محوري لا يمكن تعويضه بأي مؤهلات أخرى سواء كانت بدنية أو أكاديمية … وكل الشروط والمعايير الأخرى تبقى تكميلية لتسهيل هذه المأمورية منها الجاهزية البدنية والنفسية إلى جانب المستوى المعرفي والأكاديمي من طبيعة الحال ..
أخطأ البطل حين قال أن رسالته موجهة للمديرية العامة للأمن الوطني بل الصواب هو أن رسالته موجهة للمغاربة عبر منصة اليوتيب ومنها للمديرية العامة … وعلى العموم نحمد الله ونشكره لأن البطل هشام الملولي لا يشكل إلا نسبة نادرة وحتى شبه منعدمة من رجال الشرطة الذين يلجؤون للكلام المطول والدردشة المستفيضة على الأنترنيت ..لأن ما يجعل مستحقات وأجور رجال الشرطة الحقيقيين ” حلالا طيبا” هو ذلك النضال الذي يستميتون خلاله لإنفاذ القانون وحماية الأرواح والممتلكات و هذه المسؤوليات يتأتى تحقيق أهدافها عبر مجموعات أمنية و فرق شرطية وخلايا بوليسية ووحدات متخصصة تعمل بإستمرار منتظم و بشكل جماعي خيطه الناظم هو روح الإنتماء لجهاز يقدم خدمات جليلة للمواطن …أما أن يحكي لنا هشام الملولي عن مبادراتة الفردية والمنفردة لإنفاذ القانون دون إرتباط مؤسساتي .فهذه للأسف فوضى لا يشفع لها إلا ما يضمنه له القانون في إطار حقوقه كمواطن مغربي وعلى أي فسلوك هذا البطل يبقى شبيها بسلوكات بطل فيلم بوليسي كان يحمل عنوان ” un flic pas comme les autres ” و كانت قد قامت بترجمته للدارجة المغربية نهاية الثمانينيات من القرن الماضي شركة إنتاج بالدار البيضاء في أولى المحاولات ل”مغربة” الأفلام الأجنبية., غير أن إيجاد عنوان مناسب بالدارجة أخد وقتا أكثر من ترجمة الفيلم بأكمله وتطلب عرض أزيد من 13 عنوان لم يقبلها مسؤول التلفزة اللهم العنوان الأخير “بوليسي بحال إلا ما بوليسي ” الذي تم التوافق عليه .لتظهر مفاجأة لاحقة من نوع أخر وعبرعنها مسؤول التلفزة بكلمات مكتوبة بالأحمر وقال ..شكرا لعنايتكم …نخبركم أننا نتأسف لعدم قبول منتوجكم “بوليسي بحال إلا ما بوليسي” بعد أن إخترنا لمشاهدينا الفيلم الفرنسي “flic ou voyou ” من بطولة جون بول بلموندو..
حسن بلمقدم