هل أتزوج موظفة أم ربة بيت؟
هذا السؤال يطرحه الكثير من الشباب المقبلين على الزواج، فبعد سنوات من الدراسة وولوج سوق العمل يبدأ الرجل في البحث عن نصفه الثاني لبناء أسرة والاستقرار النفسي، وحينها يكتشف أن أمر الزواج ليس بأسهل من الحصول على فرصة عمل، والواقع أن مقاربة هذا الموضوع من الصعوبة بما كان فإسقاط التجارب الشخصية وتقديم الأحكام الجاهزة أمر خال من الانضباط .
مما لا شك فيه أن البحث عن ذات الدين أمر متفق عليه، فالمرأة بأخلاقها وقيمها ومبادئها ” إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” وهذا أمر لا خلاف عليه، لكن هل تفضل إضافة إلى الدين والأخلاق موظفة تعمل خارج المنزل أم ربة بيت تلزم منزلها ؟
قمت بجولة في بعض المنتديات التي طرحت السؤال ويبدو أن الآراء مختلفة مع رجحان كفة ربة البيت، فرغم أن للموظفة _ بحسب البعض _ إيجابياتها في مساعدة الأسرة وتكاليف الحياة المادية والتي تشهد ارتفاعا مهولا خاصة وأن الكماليات صارت بالنسبة للكثيرين ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها، فإن للموظفة سلبيات لا يمكن التغاضي عنها ومن ذلك أن الأطفال يكونون في عهدة خادمة ستتكفل بتربيتهم وتوجيههم وإرشادهم، وكيف ستفعل ذلك وهي غالبا فتاة قروية ليس لها أدنى إلمام بتربية الأطفال ولا يسمح سنها أو مستواها العلمي بذلك، بل إن التجارب أثبتت أن بعض الخادمات لهن سجل أسود في هذا الشأن يبتدئ بتعنيف الصغار وضربهن وينتهي بالتحرش الجنسي ناهيك عن الإهمال والانشغال بمشاهدة المسلسلات التلفزية بعيدا عن الأطفال وهمومهم رغم تقاضيها راتبا قد يكون مجزيا .
كما أن بعد الموظفة عن الأسرة بشكل عام وأطفالها بشكل خاص وإيلائها اهتماما متزايدا بعملها قد يجرها إلى إهمال تربية أبنائها تربية أخلاقية خاصة في سن المراهقة، وتركهم عرضة للانترنت والفضائيات التي صارت تؤدي مهام خطيرة في برمجة الكبار فضلا عن المراهقين والصغار، إضافة لذلك فإن جو الحرية غير المنضبطة التي ترى الكثير من الموظفات أنهن مسؤولات بحكم موقعهن عن توفيره للأبناء قد يؤدي بهؤلاء إلى هاوية استعمال المخدرات وحتى الدعارة خاصة وأن ” مال الجيب ” متوفر بما يكفي لقضاء المآرب كيفما كانت .
ويرى بعضهم أن الزواج من موظفة لا يخلو من متاعب نفسية وأسرية، فحين تعود إلى البيت ” وقد حملتك الدنيا أثقالا وهموما وتبحث عن صدر تسند إليه رأسك وتبوح بهمك لتخفف منه ستجد جبلا من الهم أسند إليك ظهره، فمن يحمل أثقال من ؟ .. إنك إن تزوجت موظفة تزوجت رجلا دافع الحياة، رجلا صلب المراس كثير التجارب مكشرا مزمجرا محاسبا ومراقبا، فاستعد إذن لهذا الزوج العنيد الصنديد، اقتن سجلا للمحاسبة لتسجل ما اشترى هو وما اشتريت أنت، وجهز جدولا تدون فيه متى غسل هو ومتى غسلت أنت ” .
إن الجواب عن سؤال ” موظفة أم ربة بيت ” يحتاج إلى التثبت وسؤال ذوي الخبرة وإلا فإن المقاربة ” التنظيرية ” لن تنفع .. فما رأيكم ؟/
عبد الله مسفيوي