
واشنطن بوست: إيران دربت مسلحي البوليساريو في سوريا لضرب استقرار المغرب والسلطات السورية اعتقلت المئات منهم
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في تحقيق ميداني نشرته يوم السبت 12 أبريل 2025، عن احتجاز السلطات الأمنية السورية الجديدة لمئات من مقاتلي جبهة البوليساريو الذين تلقّوا تدريبات إيرانية داخل الأراضي السورية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول إقليمي وآخر أوروبي، فإن هؤلاء المقاتلين التابعين للجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر كانوا ضمن شبكة واسعة من الوكلاء المسلحين الذين جنّدتهم طهران خلال السنوات الماضية لخدمة أجندتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بينهم عناصر أفغان من ميليشيا “لواء فاطميون” ومسلحين شيعة ومرتزقة آخرين.
الصحيفة أوضحت أن قوات الأمن السورية التابعة للحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع تمكنت من تفكيك عدد من هذه الشبكات بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، لتظهر معها معطيات صادمة حول عمق التغلغل الإيراني في سوريا، ومدى تورطه في تجنيد مجموعات مسلحة من جنسيات مختلفة، بينها مقاتلون من البوليساريو الذين تم نقلهم وتدريبهم لأغراض تتجاوز نطاق النزاع في الصحراء.
في السياق ذاته، أكدت الصحيفة الأميركية أن السلطات السورية شرعت في تفكيك آخر شبكات التهريب المرتبطة بإيران على الحدود اللبنانية، والتي كانت تشكل ما يُعرف بـ”الجسر البري” الذي استخدمته طهران لسنوات في دعم حزب الله اللبناني بالأسلحة والمخدرات والأموال.
وبحسب تحقيق الصحيفة الذي شمل مناطق حدودية مثل هاوش السيّد علي ومدينة القصير وصولًا إلى تدمر، فإن العديد من مخازن الأسلحة التي كانت تستخدمها الميليشيات الإيرانية تم اكتشافها، بينها صواريخ إيرانية وطائرات مسيّرة كانت مخفية داخل شاحنات أعلاف، بالإضافة إلى مصانع لإنتاج الكبتاغون كان يديرها مقاتلون موالون لحزب الله والنظام السابق.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر أمني محلي أن المنطقة الصناعية في القصير تحوّلت إلى مستودع ضخم للأسلحة يمتد على مساحة تعادل 50 ملعبًا لكرة القدم، فيما كانت إحدى المدارس تستخدم كمعسكر تدريب تابع لحزب الله، يضم طائرات مسيرة ومواداً تعليمية حربية.
رغم الانسحابات المتكررة، تشير الصحيفة إلى أن حزب الله لا يزال يحاول استعادة نفوذه عبر العمل مع شبكات تهريب محلية، في تحدٍ للقوات السورية التي أوقفت أكثر من 12 شحنة في الأشهر الأخيرة.
في المقابل، تتكثف الضربات الجوية الإسرائيلية لمنع وصول تلك الإمدادات إلى جنوب لبنان، حيث دُمر أحد الجسور الاستراتيجية في هاوش السيّد علي.
لكن الخبير في شؤون الميليشيات الشيعية فيليب سميث أشار إلى أن حالة الفوضى التي تمر بها سوريا قد تسهّل على حزب الله إعادة بناء قنواته باستخدام شبكات إجرامية.
في جانب آخر من التحقيق، حذّرت السلطات السورية من محاولات إيرانية لزعزعة استقرار الحكومة الجديدة من خلال تغذية التوترات الطائفية وتحريك جماعات متطرفة، بما فيها تنظيم “داعش”، ضد النظام الجديد.
وأكّد مسؤولون أوروبيون للصحيفة أنهم رصدوا مؤشرات على أن إيران تحاول استخدام جماعات سنّية متشددة لضرب التماسك الداخلي للحكومة السورية.
ويُذكر أن زيارة كانت مقررة لوزيري داخلية ألمانيا والنمسا إلى دمشق أواخر مارس الماضي أُلغيت في اللحظة الأخيرة بسبب “تهديد ملموس” من جهات مرتبطة بالنظام السابق ضد دبلوماسيين أجانب.