وزير الخارجية البرتغالي الأسبق: المغرب، بقيادة جلالة الملك، يشهد مسيرة تنموية استثنائية
قال وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، السيد باولو بورطاش، إن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبح له دور ريادي في المنطقة ويشهد مسيرة تنموية استثنائية في جميع المجالات.
وأبرز السيد بورطاش في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب شهد خلال العقدين الأخيرين في ظل حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس تحولات عميقة، إن على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، مشيرا إلى أن “فترة ما بعد دستور 2011 عرفت توالي عدة استحقاقات انتخابية أدت إلى تكوين حكومات من مشارب سياسية مختلفة دون أن يؤدي ذلك إلى اعتراضات أو احتجاجات، وهو ما يشكل حالة إصلاحية نادرة في عالم اليوم”.
كما تطرق السيد بورطاش، الذي شغل أيضا منصب وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء، إلى توسيع اختصاصات البرلمان المغربي، معتبرا “أن التعددية التي يعرفها المشهد السياسي هي عنوان على الاستقرار في إطار الديمقراطية”.
وعلى المستوى الاجتماعي، أشاد السيد بورطاش بما حققه المغرب خلال هذه الفترة من إصلاحات اجتماعية طليعية، مشيرا على وجه الخصوص إلى التعديلات التي أدخلت على مدونة الأسرة لسنة 2004، التي اعتبرها جد مهمة بالنسبة لوضعية المرأة المغربية وحقوقها، إلى جانب ورش تعميم التغطية الاجتماعية، “الذي يعتبر مبادرة نادرة جدا في القارة الإفريقية وكذا على مستوى دول الجوار”.
وتوقف المتحدث، أيضا، عند الأوراش المهمة التي تشهدها المملكة على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات، وأيضا عند الدور الذي يقوم به جلالة الملك في بناء المغرب الجديد وفي تغيير صورته لدى العالم.
واعتبر المتحدث أن استحضار مشاريع، مثل ميناء طنجة المتوسطي والقطار فائق السرعة، وصناعة السيارات، وإعادة التهيئة التي خضعت لها المدن الكبرى، وفي مقدمتها العاصمة الرباط، يظهر العمل الكبير الذي ي نجز في المغرب بقيادة جلالة الملك.
وفي رأي السيد بورطاش، فإن العمل الذي يقوم به جلالة الملك في تطوير المغرب يبر ز أيضا على المستوى البيئي، حيث أضحى المغرب “مملكة بيئية” بامتياز، وذلك من خلال التدابير التي اتخذها المغرب في إطار تسريع وتيرة تفعيل التزاماته المترتبة عن قمة باريس للمناخ، واحتضان قمة المناخ “كوب-22” بمدينة مراكش، فضلا عن امتلاك المغرب واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في العالم.
ويضيف وزير الشؤون الخارجية البرتغالي الأسبق أنه “من اللحظات القوية التي يمكن استحضارها عند كل محاولة لاستعراض منجزات المغرب والعمل الذي يقوم به جلالة الملك، هي الكيفية التي عمل بها المغرب على تدبير جائحة كوفيد-19″، فرغم التحديات التي طرحتها هذه الجائحة على المغرب وعلى مختلف بلدان العالم، يقول المتحدث، فإن كل المؤشرات تفيد بأن تدبير البلاد لتداعيات هذا الوباء كان إيجابيا.
وبالنسبة للمتحدث، فإن صورة المغرب الحالي في ظل حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس يجب أن تقرأ أيضا من زاوية السياسة الخارجية، مبرزا أن “المغرب بقيادة جلالة الملك لم يبق حبيس علاقاته التقليدية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، وإنما سعى إلى مزيد من تكريس حضوره وعلاقاته في الفضاء الإفريقي”.
واعتبر أن الدور الإفريقي للمغرب يبدو هاما جدا في هذه القارة ليس فقط من الناحية السياسية فحسب، ولكن أيضا من النواحي الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مسجلا أن “ما تراكم على هذا المستوى يعكس وجود تصور دقيق ورؤية مدروسة لدى جلالة الملك”.
ووفقا للمتحدث، فإن هذه الأوراش الكبرى سواء في مجال البنيات التحتية أو التنمية أو السياسة الخارجية يقوي دور المغرب على مستوى بناء الأمن والسلام، سواء في محيطه الإفريقي أو العالمي.
وفي سياق التقييم الذي يقدمه وزير الخارجية البرتغالي الأسبق لفترة حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، توقف أيضا عند دور جلالة الملك في تدبير الحقل الديني، معتبرا أن جلالته بصفته أميرا للمؤمنين وحامي حقوق الأقليات الدينية، عمل دائما على صيانة حقوق الجميع في إطار من الاستقرار، ونجح بالتالي في جعل البلاد تواجه التحديات المطروحة في هذا المجال.
ولم يفت السيد بورطاش الإشارة إلى الدور الريادي الذي يقوم به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير النظامية، معتبرا أن “العمل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية المغربية في هذا المجال يحظى بالاحترام، فالدور الذي تضطلع به من خلال تبادل المعلومات مع نظرائها في مختلف بلدان العالم كان حاسما في كثير من الأحيان في تجنيب بعض البلدان، وخاصة في القارة الأوروبية، أحداث إرهابية ودرء بعض المخاطر التي كانت وشيكة الوقوع”.
لذلك، يقول المتحدث، يعد المغرب رائدا في مجال مكافحة جرائم الإرهاب، وهو ما يعكس وجود سياسة جيدة ورؤية متبصرة في هذا المجال.
وأكد وزير الشؤون الخارجية البرتغالي الأسبق على أنه “رغم الإكراهات التي طرحها المحيط الدولي غير المستقر، عندما نستحضر أحداث 11 شتنبر 2001، والأزمة المالية العالمية لسنة 2008، وجائحة كوفيد-19، ثم الحرب الروسية-الأوكرانية، فقد كان من المثير للانتباه، حفاظ المغرب على استقراره في ظل سياق دولي مضطرب”.
وعن العلاقات القائمة بين المغرب والبرتغال، قال السيد بورطاش إن الروابط التاريخية بين البلدين كانت دائما متميزة وعميقة ويطبعها التفاهم والحوار السياسي الدائم، كما تشهد زخما متواصلا من الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الجارين.
وتابع أن هناك مجالات واعدة للتعاون تشمل جميع المستويات، خاصة في الميدان الاقتصادي والتعاون القطاعي، وتكثيف المبادلات، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون من أجل شراكة استراتيجية متعددة الأوجه.
واعتبر أن الدينامية والتطور الحاصل في المغرب على المستوى الاقتصادي، لاسيما في مجال صناعة السيارات، والنقل الجوي، ونقل التكنلوجيا، وتطوير شبكة الموانئ أكسبه جاذبية وجعل منه شريكا استراتيجيا مطلوبا بقوة ليس فقط من جانب البرتغال بل من قبل جميع الشركاء.
و م ع