ولد الكرية .. من بريق الجريمة والسيليسيون إلى عفن ” كلاش المغبون”
أحمد بوصفرو
إزداد يوسف “ولد الكرية”في صيف 1987 بحي القطانيين 09بمدينة فاس , في بيئة جد فقيرة ووسط عائلة متفككة وغير متماسكة, و في “حومة” .يمتهن أغلب سكانها الصناعة التقليدية فيما يمتهن البعض الأخر ترويج كميات صغيرة من المخدرات , وهو ما ساهم في تسهيل تعاطي “ولد الكرية”للمخدرات بشتى أنواعها حين كان يحمل لقب “ولد مليكة” نسبة لأمه و يتعاطى لشم مادة السيليسيون منذ سن التاسعة وإلى غاية بلوغه سن 16 .
في سنة2001 سيلاحظ أساتذة ” ولد مليكة” في المدرسة أنه بدأ يفقد القدرة على التركيز في القسم بالإضافة لرائحة مادة السيليسيون التي كان يشتكي منها زملائه بإستمرار في المدرسة , وهي موضوع عدة شكايات وضعها الطاقم الإداري والتربوي بالمدارس التي تنقل بينها ولد الكرية ., حيث سيصبح معزول إجتماعيا نتيجة سقوطه في عوالم الإدمان وكلامه العنيف الذي ينبع من قاموس الجريمة و الفساد الأخلاقي والإنحلال الواضح الذي سيتحول إلى رغبة مرضية قوية لتخريب المدرسة والأسرة , ولد الكرية في أول سلوكاتيه المرضية سيقوم بإصطناع مجموعة من الإفتراءات وإختلاق أحداث وهمية لا تستند لأي معطى حقيقي بدءا من مهاجمة كافة أفراد أسرته بالسب والقذف وتحميلهم المسؤولية الكاملة لتقهقره في عالم الإجرام .رافضا رفضا قاطعا أن يتحمل ولو قسطا صغيرا من المسؤولية في كافة الجرائم التي سيقترفها واصفاالعقوبات الحبسية التاي ستطاله بالظالمة و”الباطل” .لأن المجتمع والمسؤولين هم السبب الرئيسي في جرائمه .
.
في سنة 2002 سيفقد “ولد الكرية” الرغبة نهائيا في التمدرس وستظهر عليه علامات الإخلال وعدم إحترام التوقيت المدرسي والتمرد ورفض القوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية وسيرفض جميع أشكال المساهمة في الحياة المدرسية ليلتحق بالعمل عند ” العوينة” وهو تاجر مخدرات ينشط في نفس الحي يستعين بالأطفال القاصرين لتسهيل عملية الترويج وهو أول عمل إجرامي سيتقاضى عنه ولد الكرية أجرا . ماسيفتح له الباب على مصراعيه أمام مشاكل قانونية غير محصورة ستستمرلغاية 2013 حيث سيعاود الدخول والخروج من السجن ويفقد اللقب الذي كان يطلقه عليه أبناء الحي الذي هو “ولد مليكة” لينتقل للقب جديد أطلقه على نفسه “وهو ولد الكرية” موضحا لزميله الذي كان معه في السجن ” أنه لن يصبح ولد مليكة بل سيصبح ولد الكرية ”
ولد الكرية سيعتاد على الجرائم والمخدرات والجنح بسجل قضائي من 24 سابقة قضائية متنوعة نجد فيها جميع أشكال الجرائم والجنح والمخالفات بإستثناء “جرائم القتل” و الجرائم المالية” .و “السطو المسلح” .
ولد الكرية له محطات يصعب فيها التكهن بالحقيقة حيث من ضمن المفاجات الخطيرة والغامضة في حياته أنه هو من تعمد إيذاء وجهه بالجرح الكبير الذي يظهر على خده الأيسر من الأذن للفم و تطلب رتقه 18 غرزة فيما تعمد مرات عديدة أخرى إقتلاع أسنانه
خلال السنوات الأخيرة سيحاول “ولد الكرية” الإنتساب لعالم الراب غير أن خربشاته الأولية ستلقى تجاوبا ضعيفا وشبه منعدم في أول تجربة له تحت إسم “الطاغية” ثم بالإنتقال لمجموعة CB4 قبل أن يتعرف عليه رواد اليوتيوب من خلال تبادل السب والشتم والتهديد بالقتل والتصفية مع مغني راب من مدينة الرباط ليطلق أغاني مشتركة مع مجموعة من مغنيي الراب في الأحياء قبل أن يطلق سلسلة “مواطن مالادي” التي إعتمد من خلالها على تبني كلمات وتعابير من شانها أن توحي للمستمع (الذي لا دراية له بفن الراب) بالشجاعة والجرأة في حين انها تمثل أدنى مستويات الحقارة والنذالة والتهرب من المسؤولية وخلق أعذار لإرتكاب جرائم ومخالفة القانون
ولد الكرية لا يمثل بأي حال من الأحوال فن الراب الذي يتضمن رسائل سياسية قوية تطالب بالتغيير والإنصاف بل تبقى كلمات ولد الكرية متعفنة وقذرة جدا وتشتم منها رائحة السيليسيون و لا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بفن الراب .