يا إدريس ,,لقد إنتحرت خديجة السويدي وأمي فتيحة وماتت حنان
كمال أشكيكة
أتعلم يا إدريس؟ لقد انتحرت المسكينة، صبت على نفسها قنينة وقود، وأوقدت عود كبريت، احرقت نفسها وهي تعلم. فنطق قاضي بلاعدل ولا ضمير، وقال أن المطالب فوق الممكن. انتحرت المسيكنة، لأنها كانت تعلم أن حقها مهضوم، في بلد يبرئ ظالم ويدين مظلوم. حكم القاضي، وهو المدان الذي لايعلم…
أتعلم يا إدريس أين ولدت؟ لقد ولدت في بلد يتغنى بمولد تمساح، ولايبكي وفاة إنسان! لقد ماتت أمي فتيحة، وماتت خديجة وحنان، واعتقلت سهام… لقد عانين الظلم، واللاعدل…
كم أنت محظوظ يا إدريس، ولدت فعلم العالم بولادتك، واهتم الأطباء بصحتك. اه! لو تعلم يا إدريس، كم عانت حنان، وكم عملت خديجة، وما فعلت أمي فتيحة، وكم بكت سهام… أعرف أنك لا تعلم هذا، وإلا لما كسرت قشرة البيضة، وما استنشقت هواء هذا الوطن، الذي نهبه خدام الدولة…
كم أنت محظوظ يا إدريس، ولدت في قطعة أرض خصبة، خصصت لك، ولبني جنسك. لن يحتلها خدام الدولة، لأن أبنائهم سيرغبون في زيارتك، فيما هم لن يزوروا قبر خديجة، ولا قبر حنان…
ها أنا ذا قد قلت لك كل شئ يا إدريس. فأخبرني أنت بما تعلم، أأنت إدريس أغوشاف، أم روح خديجة السويدي هي التي سكنت تمساح؟