يوم دراسي وشعري بمناسبة الذكرى 43 لاسترجاع إقليم وادي الذهب
مراكش – شكل موضوع “انتفاضات من أجل الوطن والعرش ” شعار يوم دراسي نظمته، اليوم الاحد، بالمدينة الحمراء، المديرية الجهوية للثقافة مراكش- آسفي، بتعاون مع أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية، وذلك بمناسبة الذكرى 43 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، ومظاهرة المشور بمراكش، وانتفاضة وجدة وتافوغالت ببركان.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي احتضنته معلمة قصر الباهية التاريخية، أهمية هذه المناسبة الوطنية التي اعتبروها ليس فقط فرصة للاحتفاء بهذا الحدث التاريخي الذي له مكانة خاصة في قلوب المغاربة، ولكن أيضا “فرصة ومحطة مهمة جدا للتعريف بالقضية الوطنية الأولى لبلادنا، وهي قضية الوحدة الترابية، ومناسبة كذلك من أجل تمكين مجموعة من الفاعلين من آليات الترافع المدني الفعال عن مغربية الصحراء في إطار الدبلوماسية الموازية”.
واكد المشاركون أنه لا يمكن الترافع عن مغربية الصحراء دون الإلمام بمختلف أبعادها، سواء على المستوى التاريخي أو القانوني أو الديني، وكذا الاقتصادي أو الاجتماعي، موضحين ان الاحتفال بهذه الذكرى يمثل فرصة مهمة جدا من اجل التعريف بحدث تاريخي وربطه بالحاضر مع استشراف المستقبل، والوقوف على السيرورة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار المتدخلون الى ان ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب، ومظاهرة المشور بمراكش، وانتفاضة وجدة وتافوغالت ببركان، تعد محطات تاريخية بارزة في تاريخ المغرب الحديث حابلة بالعديد من القيم الوطنية التي تجسد التلاحم الوثيق بين الشعب المغربي والعرش العلوي الشريف تحت قيادة الملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس، والملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، ومع وارث سرهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة مراكش- آسفي، سمير الوناسي، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “تنظيم المديرية لهذا اللقاء الذي يحتفي بهذه الاحداث الوطنية، يأتي في اطار برمجة تم تسطيرها بالموازاة مع فقرات ثقافية وأدبية صرفة، والتي نسعى من خلالها الى استحضار كل اللحظات التي تؤكد ترابط الشعب المغربي بالعرش العلوي الشريف”.
وأضاف “نحرص في قطاع الثقافة على أن يكون هناك تواصل واندماج كبيرين لكي تخدم الثقافة الفكر المستقبلي، خصوصا في صفوف فئة الشباب، المدعوة إلى أن تتعرف على تاريخها من خلال الثقافة التي تساهم في تشكيل وعي افراد المجتمع”.
من جهته، أشاد رئيس أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية، رشيد شحمي، بتنظيم هذا اللقاء العلمي الذي شكل “مناسبة للوقوف على القيم التي نستخلصها، خاصة قيم المواطنة والانتماء للوطن، ثم القيم الحضارية والإنسانية”.
وأضاف السيد شحمي أن “مشاركة الأكاديمية في الاحتفاء بهذه الأحداث تأتي من اجل اتباث ان المغرب له مجاله الوطني وأننا في وطن له تاريخ عريق”.
ويشار الى ان فعاليات هذا اليوم الدراسي، تضمنت مجموعة من المحاضرات العلمية، ألقاها ثلة من الأساتذة والباحثين المتخصصين الذين قاربوا جوانب تمحورت حول مواضيع همت “منظومة القيم وتجليات المواطنة من خلال الأحداث المواكبة لاسترجاع إقليم وادي الذهب”، و”انتقال المملكة المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، وأهم ما تم اتخاذه من تدابير إجرائية لإرساء أسس المغرب الحديث من خلال دولة المؤسسات”، و”مساهمة قبائل حوز مراكش في انتفاضة المشور بمراكش”. واختمت هذه التظاهرة بقراءات شعرية ذات نفحة وطنية.