تلاميد أستاذ الفلسفة الذي أعلن الانضمام إلى داعش يستغربون الحادث
أستاذ لمادة الفلسفة يلتحق بداعش” عنوان قصة غريبة بطلها يدعى أسامة المساوي، وهو أستاذ للفلسفة بمدينة العرائش سبق له الاشتغال بكل من ثانوية المرابطين وابن سينا بمديرية التعليم باشتوكة ايت باها الى اواخر 2014 ، والذي أعلن في تدوينة مطولة نشرها أمس الأحد (26 نونبر) على حسابه على موقع الفايس بوك، التحاقه بصفوف تنظيم داعش “للجهاد”، متوعدا من وصفهم بـ”المرتدين”، بالقول: “والله مالكم غير السكاكين دواء، وما لعفن رؤوسكم غير الطلقات نداء”.
زملاء ومعارف الأستاذ أسامة، الذي يتحدر من مدينة وزان ويبلغ من العمر 34 سنة، وتابع دراسته الجامعية شعبة الفلسفة في كلية السويسي في الرباط، شككوا في صحة التدوينة التي أعلن فيها أسامة التحاقه بداعش، مشيرين إلى أن حسابه قد يكون تعرض للقرصنة، وهو ما رد عليه الأستاذ بتدوينة ثانية قال فيها: “لمن يسأل عن المنشور السابق المعنون بـ”هذا بيان للناس” هل هو لي أم حسابي مخترق، أقول لهم بكل اختصار وعجل، ولكل من بعده سيسأل، إي والله هو لي ويمثل في كل عرق وكل قطرة دم إذا تنزل”.
خبر التحاق أسامة بتنظيم داعش خلف صدمة وسط زملاءه، الذين أكد بعضهم عدم توقيعه لمحضر الدخول خلال الموسم الدراسي الحالي، وأكد البعض الآخر أن أسرته لا تعلم بمكان تواجده، فيما حاول البعض الاتصال به لكن هاتفه مغلق.
وعلق أحد أصدقاء أسامة على الخبر بالقول: “للأسف كان من أصدقائي أيام الحي الجامعي بالرباط، حصل على إجازة في علم النفس، وتخرج أستاذا لمادة الفلسفة، كان محبا للقراءة، ابن وزان، شاب طيب للغاية، لم تكن له في يوم من الأيام علاقة بالفكر القاعدي، بل كان له ملكة نقدية عالية، فوجئت كما بقية زملاء الدراسة والحي الجامعي بأنه التحق للقتال في صفوف داعش للأسف، كان عادي جدا بالكاد يحافظ على صلاته أو يتركها أحيانا، لكن كان جيد الاطلاع وقارئ نهم، بعدما ما رأيته رسالته على صفحته راجعت صفحته وما كان يدونه خلال ثلاث شهور ما قبل رحيله، كلها كانت حول مظالم الأمة الإسلامية بالعراق وسوريا وبورما واليمن، وما يفعل الجيش الأمريكي والروسي بالمسلمين، مواقفه السياسية كانت جذرية، كان من أشد المناصرين لحركة 20 فبراير، استغربت كثيرا أن مثقفا مثله يمكن أن يقع في فخاخ الحركات الإرهابية، للاسف للأسف”.
وقالت إحدى تلميذاته: “أسامة مساوي أخي وصديقي قبل أن أقول عنه أستاذي.. درست على يده مادة الفلسفة لمدة سنة.. بالضبط في الأولى باكلوريا.. هو الذي الذي علمنا الفلسفة وجوهرها وكيفية استهلاك المفاهيم الفلسفية في حياتنا اليومية.. هو الذي يترك مقرر السنة الدراسية جانبا ويناقشنا مفاهيم دينية ويدعونا إلى احترام حرية المعتقد ونبذ التعصب وتقبل الاختلاف ويدعونا إلى إعادة النظر في موروثنا الثقافي وإلى تقديس الحرية كحق كوني للبشر.. ويحفز لدينا ملكة طرح السؤال.. هو الأستاذ المتشبع بالتحرر والتقدمية.. هو الذي افتخر بشدة حين أقول لأحدهم أن تغير طريقة تفكيري راجعة لحصصه وكلامه ونقاشه”.
وأضافت المتحدثة: “هو الرجل الراقي الذي حينما علم بخلفيتي الاديولوجية وما عانيته بسببها رغم صغر سني قال لي بالحرف “ولن تندمي أبدا على ما فعلتيه فما عشتيه يعيشه كل إنسان ذو تفكير أصيل ذو استقلالية، لكن الفرق هو أنك أعلنتيه وربما باكرا لكن مع ذلك لا مشكل فقد اكتسبت تجربة يدفع الناس مقابلها أموالا وعمرا لينالوها أنت الأفضل منهم ومنهن بالنسبة لي” .. ياتيني خبر اليوم بأنه التحق بداعش وعقلي لا يكاد تماما يصدق هذه المهزلة.. وتدويناته المثيرة للجدل اليوم وكذا عدم التحاقه بمقر عمله لهذا الموسم الدراسي ..بصراحة أتالم بشدة حيت أجد أحدكم يكتب في تدوينة أن أستاذا للفلسفة التحق بداعش.. هذا الخبر يا أصدقاء لا يمكنه أن يكون صحيحا واعتبروها شهادة من تلميذته بل كل تلاميذه سيقرون بنفس الكلام الذي قلته.. تلك الصورة في الغالب أظنها مفبركة وحسابه الرسمي كذلك أظنه تعرض للاختراق.. واتمنى أن يكون ظني في محله”.
وتوالت محاولات الاتصال هاتفيا بالأستاذ من طرف معارفه، غير أنه هاتفه مغلق، فيما تواصل عائلته البحث عنه بدون جدوى.
فرح الباز