20 فبراير وماذا بعد؟
كمال اشكيكة
مرت ست سنوات على الحراك الشعبي المغربي الذي تمخض تزامنا مع ما سمي بالربيع العربي. ولازالت لعنة روح بوعزيزي تونس، التي كانت بمثابة الجمرة الأولى لنيران الثورة العربية، تلاحقنا إلى اليوم، لأننا لم نكن في الموعد، ولم نوفي تلك الروح حقها… فعوض أن نطالب بحقوقنا كشعوب عانت ولازالت تعاني، سيسنا القضية، وبدأنا نتصيد عثرات بعضنا البعض، واصطففنا في صفوف غير متراصة، جميعنا نبحث عن الريادة، ولا أحد منا استطاع الوصول إليها…
حالنا في المغرب لا يختلف عن حال إخواننا في مصر وليبيا وتونس… خدعونا حين قالوا أننا سنشكل الاستثناء، وكذبوا علينا حين هددونا بمصلحة الوطن العليا، بل اتهمونا بإيقاظ الفتنة التي تغص في سبات عميق (حسب رواياتهم). منحونا قوانين كتبت بحبر صيني مغشوش، سرعان مازالت وبقي لهم الورق الذي كتبوا عليه بعد ذلك ما يشاؤون. وزعوا بينهم خيرات الوطن، وأوهمونا أن ما في الوطن غير حبه ووطنيتنا… أفسدوا مدارسنا، مستشفياتنا، وإداراتنا.. وسافروا هم وأبنائهم للتعلم والتطبيب خارج الوطن.
أفسدوا العملية الديموقراطية، واستنزفوا ما بقي من دموع بجفوننا. صفدوا أيدينا، وسجنوا عقولنا، ليزوروا التاريخ كيفما شاؤوا. غيبوا عنا أن رجلا اسمه عبد الكريم الخطابي كان يحارب بجبال الريف، وسيغيبون عن أبناءنا أن سيدة اسمها أمي فتيحة وأخرى إسمها خديجة السويدي وآخر اسمه محسن فكري وغيرهم كثيرون… قد حاربوا الظلم والإهانة و”الحكرة” وماتوا في ساحة المعركة…
عذرا 20 فبراير، فأنت لم تكوني إلا قنطرة للعديد من الإنتهازيين ممن اصطفوا إلى جانب من كانوا يسمونهم رؤوس الفساد، ضد هذا الشعب المقهور. وربما كنت كذبة أبريل سابقة لأوانها.