جمعية الأخصائيين النفسانيين بمراكش تستنكر ما تم بثه في برنامج على قناة الأولى
عبرت الجمعية المهنية للأخصائيين النفسانيين بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، عن استنكارها مما بثته القناة الأولى في إحدى برامجها والتي تضمنت مغالطات حول مهنة الأخصائي النفساني، وفق تعبيرها.
وذكرت الجمعية في بلاغ استنكاري لها أنها رصدت مغالطات حول مهنة الأخصائي النفساني والتي “تم بثها عبر القناة الأولى في حلقة ” الطب صراع العلم والعشوائية” من برنامج 45 دقيقة بتاريخ : 04/03/2018 على الساعة 9 والربع مساء”، مؤكدة أن مهنة الأخصائي النفساني “مهنة مستقلة عن أي وصاية لأي تخصص كان، لا من حيث طبيعة الاشتغال ولا من حيث نوعية الوسائل، الأدوات والمقاربات المستعملة”.
وأضافت الجمعية أن الحلقة التي بثتها القناة المذكورة “تمس بمصداقية وشرف مهنة الأخصائي النفساني”؛ الشيء الذي اعتبرته تغليطا للرأي العام، وذلك من خلال تمرير معلومات غير صحيحة تمثلت في “الإيحاء بأن مهنة الأخصائي النفساني تنتمي إلى حقل العشوائية، بالرغم من أنها تدخل في إطار تخصص أكاديمي علمي معترف به دوليا”. وكذا “وصف عمل الأخصائي النفساني على أنه تطفل على مهنة الطب النفسي بدون تقديم أي دليل واضح ودقيق، علما أن لكل من الطبيب والأخصائي هوية مهنية خاصة ومختلفة”.
وبحسب ما جاء في البلاغ أيضا، فإن الحلقة خلطت “بين مهنة الأخصائي النفساني وبعض الممارسات المحسوبة على حقل العلوم الزائفة”، إلى جانب “عدم التمييز بين التخصصات بداخل مهنة الأخصائي النفساني”، بالإضافة إلى “الادعاء بأنه لا يمكن للأخصائي النفساني استقبال طلبات الاستشارة والتوجيه والعلاج النفسي إلا بترخيص من لدن الطبيب النفسي، بالإضافة إلى وصاية هذا الأخير على طريقة التدخل واشتغال الأخصائي النفساني، الشيء الذي يتنافى مع طبيعة تكوينه ومساره الأكاديمي الدي يعتبر مختلفا عن، مسار الأخصائي النفساني الإكلينيكي الذي تلقى تكوينا عميقا في المقاربات السيكولوجية بشقيها النظري والتطبيقي، إضافة إلى التدريبات الميدانية في المستشفيات والمؤسسات الصحية، الشيء الذي يخول له ممارسة مهامه ،التي من بينها العلاج النفسي، دون وصاية من أي كان”.
وشدد مكتب الجمعية على أن غياب الإطار القانوني المنظم لمهنة الأخصائي النفساني سهل عملية التطفل على هذا الميدان، مما يضر بصورة وهوية المشتغلين بهذا الحقل، مشيرة إلى أن “المسار الأكاديمي الرسمي المعتمد لمزاولة هذه المهنة هو 5 سنوات على الأقل في علم النفس بجميع تخصصاته (علما ان غالبية الأخصائيين حاصلين على الدكتوراه وهو ما يعادل 11 سنة من الدراسة المتخصصة)”.
ودعت الجمعية إلى ضرورة التمييز في مهنة الأخصائي النفساني بين عدة تخصصات (الأخصائي النفساني الإكلينيكي، الأخصائي النفساني التربوي، الأخصائي النفساني للعمل والتنظيمات ….)، موضحة أنه يمكن للأخصائي النفسي الإكلينيكي أن يشارك في المجموعات العلاجية، من خلال مساهمته في عملية التكفل بالمريض من زاوية تخصصه بغض النظر عن طبيعة المرض، بدون اختزال تدخله في الأمراض النفسية فقط، حيث أنه يشمل أيضا التكفل والرعاية النفسية للمرضى ذوي الاضطرابات العضوية المختلفة”.
وتطالب الجمعية المهنية للأخصائيين النفسانيين بمستشفى مراكش؛ القناة الأولى بتقديم توضيحات حول هذه المغالطات، وما أسمته بالهجمة الشرسة غير الموضوعية التي طالت مهنتنا الشريفة. كما تطالب المؤسسات التشريعية والحكومية بالنظر في مسألة غياب الإطار القانوني المنظم لمهنة الأخصائي النفساني.