تكريم الكاتب و المخرج المسرحي “حسن هموش” بمراكش
في إطار فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر، تم مساء يوم السبت رابع مارس الجاري بمسرح دار الثقافة الدوديات بمراكش، تكريم المخرج و الكاتب المسرحي “حسن هموش”، بحضور ثلة من الفنانين و المثقفين و نساء و رجال السياسة و الإعلام.
الحفل كان مناسبة حقيقية لاستعراض خصائص تجربة “حسن هموش” المسرحية، و نافذة لاستكشاف مكنونات روحه و طبائعه الشخصية، من خلال شريط وثائقي حوله و شهادات مؤثرة قدمها في حقه كل من ياسين عدنان، حسن بنمصور، أحمد مسعايا، محمد الدرهم، لطيفة أحرار، حسن نفالي و بوسرحان الزيتوني. .
“حسن هموش” الذي استثمر موهبته في التأليف، بشكل بارع، لينسج في الإخراج اسمه كواحد من الرموز التي يحق للمسرح المغربي الافتخار بها على مستويين العربي و الإفريقي، نجح في الحفاظ على استمرارية إبداعه و تألقه، من خلال أعمال شكلت لحظات فارقة في ساعة المسرح المغربي الحديث، و ما الاحتفاء به في إطار مهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر، سوى اعتراف صادق لا مجاملة فيه، بنضج تجربة مسرحية استطاعت برؤيتها العميقة و موهبتها الفذة، البقاء في المقدمة.
كما تميز حفل التكريم، بعرض للفنان الراقص “توفيق أزديو”، يتناول من خلاله بشكل عميق أبعاد الصمت و الصداقة، في قالب فني امتزجت فيه الموسيقى بالشعر، والمشاعر بالاهتزازات والمفاهيم، حيث الصمت عنوان لكل الأسئلة و الأجوبة في الآن نفسه، و الصداقة امتداد للحياة و استكانة للهدوء الإنساني المنساب بين بني البشر.
مهرجان “نمشي” الذي يستمر إلى غاية الحادي عشر من شهر مارس الحالي، يعتبر من التظاهرات الثقافية القليلة على المستويين العربي و الإفريقي التي تهتم بهذا النوع من الفنون، إذ يهدف إلى تقديم فن الرقص المعاصر إلى الجمهور من مغاربة و سياح، باعتباره فنا غنيا و متنوعا يحمل في عمقه الكثير من الرسائل الإنسانية.
التظاهرة التي يشارك فيها فنانون من ست عشر دولة من إفريقيا و أوروبا، تشكل فضاء لالتقاء عشاق هذا النوع من الفنون و نافذة للجمهور للتعرف عليه عن قرب، من خلال برمجة غنية و فنانين تم انتقاؤهم بطريقة احترافية تستجيب لكل الأذواق التي تعشق الرقص المعاصر.
المنظمون قرروا برمجة العروض بمجموعة من الأماكن بالمدينة الحمراء، كساحة جامع الفنا و مسرح دار الثقافة الدوديات و المعهد الفرنسي و المدرسة العليا للفنون البصرية و رياض 18 و دار بلاج، بهدف إشراك الجمهور و عشاق هذا الفن في فقرات المهرجان المتنوعة على نطاق واسع، و التي ستشمل إلى جانب العروض، دروسا في الماستر كلاس و ندوات و لقاءات بين الجمهور و الفنانين المشاركين من جهة، و بين الفنانين الهواة و نظرائهم المحترفين من جهة أخرى.
أهمية مهرجان “نمشي” للرقص المعاصر، تكمن في كون الرقص المعاصر بهذه المنطقة من العالم، فن حي حامل للتغيير، فالتعابير الجسدية سواء في الشارع آو المسرح والنظرات الجديدة على الذات و الآخر المنبثقة من الأعمال الفنية، تجعل من مبدعيها، انطلاقا من المهرجان، فناني المدينة بامتياز و مرآة تعكس آمال السكان و تطلعاتهم و حتى مخاوفهم.
و للإشارة، فهذا المهرجان الذي وصل صيته إلى العالمية، و مع توالي دوراته، أضحى موعدا مهما لتصميم الرقص المعاصر “الكوريغرافيا”، و تتجلى هذه الأهمية في كونه فرصة لمصممي الرقص لاستعراض موهبتهم والتعريف بها، كما يمكن الفنانين المغمورين من إثبات وجودهم، فهو بمثابة فرصتهم الوحيدة للالتقاء بجمهورهم ومعجبيهم وكذا لقاء المنعشين في المجال الثقافي، فالمهرجان مبادرة مكنت الرقص المعاصر من الخروج إلى