الصويرة__مائدة مستديرة تدعو لتقارب جمعوي-إعلامي يطورالتسويق الثقافي لمدينة النوارس
أسدل الستار مساء أمس 13 يونيو 2018 عن فعاليات المائدة المستديرة والورشة التطبيقية حول موضوع “الإعلام الجمعوي وآفاق التنمية الثقافية بالصويرة” المنظمة على مدى يومي 12 و13 ماي الجاري من طرف الجمعية الوطنية للإعلاميين الشباب بشراكة مع المديرية الاقليمية للثقافة بالصويرة وعمالة الاقليم والفرع المحلي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجمعية الصويرة موكادور والجماعة القروية إذا وكرض.
أشاد مجموعة من الفاعلين الجمعويين والنشطاء الإعلاميين بالنتائج التي أسفرت عنها أشغال الورشة التطبيقية بالنسبة للجمعيات الحاملة للمشاريع الثقافية صيف 2018 بمدينة النوارس، حيث أسفرت نتائج التداول عن ثلاثة تكتلات جمعوية من أجل تنظيم أنشطة وتظاهرات ثقافية وفنية ذات أبعاد إشعاعية ثقافية، أولى هذه التكتلات جمعت بين جمعية الحضرات الصويريات والفرقة الأميرية للموسيقى الأندلسية وجمعية رابطة المبدعين العرب –فرع الصوير- بالإضافة إلى المساهمة الفردية للفاعل الجمعوي حفيظ صادق، ومن المنتظر أن يسفر هذا التكتل الجمعوي عن تنظيم أنشطة ثقافية متكاملة تزامنية تجمع بين مهرجان الحضرة النسائية وحفلات موسيقية في الطرب الأندلسي ولقاءات شعرية تيمتها “المرأة والتصوف” ومعرض صور يوثق لأعلام الحضرة النسائية بالصويرة وذلك في الفترة الممتدة بين 8 و11 غشت المقبل، وجمع التكتل الثاني “مركز الذاكرة للمقاومة والتحرير بالصويرة” التابع للمندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير وجمعية نورس موكادور وعلى ضوء هذا الاتحاد تم الاتفاق على تنظيم معرض فني يضم صورا نادرة لملوك الدولة العلوية الشريفة وعرض فني لمسرحية “رحلة النصر” ولقاء فكري يسلط الضوء على أحداث وطنية تاريخية متزامنة مع ذكرى 14 غشت لاسترجاع واد الذهب وذكرى 20 غشت لثورة الملك والشعب، فيما أسفر التكتل الثالث الذي يجمع بين “جمعية شباب المواطنة” جمعية أثينا للمسرح والفنون الدرامية” جمعية آفاق الغد للثقافة والتنمية” و”هيئة المساواة وتكافؤ الفرص” وتم الاتفاق على التنسيق المشترك من أجل الترافع لتنزيل مشروع “مكتبة الشاطئ وأنشطة فكرية وفنية موازية”، ومن المنتظر أن تعقب هذه الاتفاقات الأولية للتكتلات الثلاث السالفة الذكر اجتماعات أخرى تنسيقية تمهيدا للتوقيع على الشركات الرسمية، وشهدت الورشة التطبيقية ذاتها تقديم مقترحات التكتل في مشاريع ثقافية تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة، ومبادرة فني بلهجتي المغربية موجهة لمساعدة ودعم الفنانين والمبدعين في أوضاع اجتماعية صعبة ثم مقترح معرض للصور الفوتوغرافية حول “طائر النورس” كرمز من رموز المدينة، ومشاريع أخرى.
من جهة أخرى اوصى المشاركون ‘في المائدة المستديرة التي احتضنها فضاء دار الصويري على ضرورة برمجة أيام مفتوحة لفائدة جمعيات المجتمع المدني لتشبيك العلاقات والتنسيق المشترك، والاستثمار في الإعلام الثقافي كرافعة للاقتصاد المحلي، وتسويق المؤهلات الحضارية والتراثية للمدينة على نطاق واسع، مشددين على ضرورة برمجة دورات تكوينية لفائدة فعاليات المجتمع المدني والمدونين المحليين ومع استمرارية التواصل والتنسيق بين الأطراف المعنية في المجال الجمعوي والإعلام الثقافي، وانفتاح الإعلام الجمعوي على النوادي الثقافية بالمؤسسات التعليمية، ينادون بتأسيس منبر إعلامي يستجيب في طريقة اشتغاله لضوابط الكتابة الصحفية وأخلاقيات المهنة.
موجز المداخلات والتوصيات
في مستهل الجلسة الإفتتاحية للمائدة المستديرة المنظمة من طرف الجمعية الوطنية للإعلاميين والشباب بشراكة مع المديرية الاقليمية للثقافة والاتصال بالصويرة ودعم عمالة الاقليم والفرع المحلي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجمعية الصويرة موكادور والجماعة القروية إذاوكرض أشارت المديرة الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة بالصويرة إلى أن هذا اللقاء التواصلي يراهن عليه لإرساء نواة مجتمع مدني وإعلام ثقافي مهني ومسؤول يليق بمدينة الصويرة، مضيفة أن تيمة المائدة المستديرة الموسومة ب”الإعلام الجمعوي وآفاق التنمية الثقافية” تيمة على درجة كبيرة من الأهمية لاسيما أن مدينة الصويرة أضحت في السنوات الأخيرة تعتمد على الأنشطة والتظاهرات الثقافية لتحريك عجلة اقتصاد المنطقة، وهو توجه سيرقى بالمدينة على المدى المتوسط والمدى البعيد في مصاف الحواضر المغربية النموذجية للاقتصاد الثقافي، مضيفة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحقق هذا الرهان إذا لم يكن مُواكًبا بمجتمع مدني قوي وإعلام ثقافي ناضج، لذلك فمثل هكذا تظاهرة من شأنها أن تساهم في تشخيص واقع الحال في أفق برمجة دورات تكوينية تستجيب لتطلعات الإعلام الثقافي للمدينة، مشددة على أن التوصيات التي خلص لها المشاركون يمكن استثمارها بشكل أمثل لوضع خارطة طريق واضحة المعالم حول استراتجيات الاشتغال المطلوبة للرقي بالأداء الجمعوي والإعلامي بالمدينة، من جهته أكد عبد الصادق الكرناوي رئيس الجمعية الوطنية للإعلاميين الشباب على الاستعداد التام لأطر الجمعية للإنخراط بشكل إيجابي، موضحا أن هذا اللقاء سيؤسس لما هو قادم من خطوات لتأهيل العمل الإعلامي الجمعوي والثقافي بمدينة الصويرة.
وفي مداخلته بسط قيدوم الصحفيين المغاربة الأستاذ الحبيب أبو ريشة نماذج حديثة تستمد مرجعيتها من النظريات التواصلية الناجحة عبر العالم، مشيرا أن الإعلام الثقافي بالمغرب أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى بتحديث استراتجية اشتغاله لكي تتلاءم مع المتغيرات والمستجدات التقنية المعاصرة، مستطردا في السياق ذاته أن الإعلام الجمعوي يمثل بديلا إعلاميا ملائما شريطة أن يكون مواكبا بالتكوين المستمر مضيفا: “عندما نتكلم عن الإعلام الجمعوي فنحن نتحدث عن التسويق الجمعوي، ولابد له من استراتجية اشتغال مقاولاتية إن هو أراد أن يضمن لنفسه موطأ قدم في السوق التواصلي التسويقي”، مستطردا في السياق ذاته أن التسويق الترابي لمدينة الصويرة يمكن أن يمر عبر بوابة الإعلام الجمعوي انطلاقا من مواضيع وتيمات بسيطة يمكن أن تعطي إشعاعا نوعيا للمدينة إذا كانت مؤطرة بأسس اشتغال مهنية، مشيرا على سبيل المثال أن صيف مدينة النوارس يستدعي أن يكون مصحوبا بأنشطة وبرامج ثقافية موضوعاتية للرفع من تنافسيتها السياحية، مستشهدا بتجارب رائدة لمجموعة من المدن الصغيرة جغرافيا استطاعت أن تصنع أحداثا ثقافية كبرى كمدينة كمبري شمال فرنسا.
في مداخلته أكد الباحث في “التراث والفنون المشهدية” الأستاذ مصطفى بنسلطانة في مداخلته المعنونة ب”المجتمع المدني وسؤال الإعلام الثقافي” أنه يجب إعادة النظر في استراتجية اشتغال أغلب الجمعيات التي تميل إلى النمطية والتكرار، وتغيب عنها المهام التواصلية الإعلامية مما يحد من تأثير وفاعلية أنشطتها، مشيرا أن إحداث شراكات مع فعاليات المجتمع المدني يشكل بديلا استراتجيا لإغناء التوجهات الإعلامية، وأن الاقتصاد الانتقالي الثقافي أضحى خيارا لا محيد عنه لمواكبة متغيرات العصر على المستوى التواصلي، ودخول بوابة الاقتصاد الثقافي عبر آليات الاشتغال المقاولاتية، معتبرا الصويرة من المدن الإبداعية المؤهلة لاستيعاب الاعلام الجمعوي بتوجهاته الثقافية، وفي التفاتة رمزية تعبق بثقافة الاعتراف تم تكريم الموسيقار والفاعل الجمعوي عبد الصمد اعمارة والصحفي سمير لطفي مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء بالصويرة تقديرا لعطاءاتهما ومجهوداتهما الذؤوبة في العمل الجمعوي والاعلام الثقافي بمدينة الرياح.
التوصيات:
أكد فاعلون جضرورة الاستثمار في الإعلام الثقافي كرافعة للاقتصاد المحلي، واستثمار مؤهلات مدينة النوارس الحضارية والتراثية لتسويقها كوجهة للاقتصاد الثقافي، مشددين على ضرورة برمجة دورات تكوينية لفائدة فعاليات المجتمع المدني والمدونين المحليين، وعلى ضرورة استمرارية التواصل والتنسيق بين الأطراف المعنية في المجال الجمعوي والإعلام الثقافي، مع انفتاح الإعلام الجمعوي على النوادي الثقافية بالمؤسسات التعليمية، مؤكدين على الحاجة الملحة لتأسيس منبر إعلامي يستجيب في طريقة اشتغاله لضوابط الكتابة الصحفية وأخلاقيات المهنة منادين بضرورة دعم القطاعات العمومية للمشاريع الإعلامية المهنية ذات الأبعاد الثقافية.
- تنظيم لقاءات تواصلية دورية بين الصحفيين المهنيين والفاعلين الجمعويين
- تعيين مكلفين بالتواصل والتنسيق مع وسائل الإعلام داخل الجمعيات
- برمجة ورشات تكوينية في مجال الإعلام الجهوي والعمل الجمعوي
- خلق تشبيك جمعوي إعلامي
- دعوة وسائل الإعلام إلى الانفتاح على جمعيات المجتمع المدني
- تنظيم ملتقى جامع بين المجتمع المدني ومختلف وسائل الإعلام المحلية
- خلق مشاريع مشتركة بين الإعلام والمجتمع
- خلق بنك مشاريع خاصة بالجمعيات على المستوى المحلي
- تكثيف الدورات التكوينية في مجال الإعلام الجمعوي
- تقوية قدرات الفاعلين الجمعويين إعلاميا