لأول مرة بالمغرب: التبريد الكلي لأجسام الأطفال الذين يواجهون مشاكل عصبية خلال الفترة المحيطة بالولادة
حصلت مصلحة إنعاش الأطفال حديثي الولادة في المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش مؤخرًا على المعدات اللازمة لممارسة انخفاض حرارة علاجي كلي للجسد، وبالتالي فهي قادرة على تلبية احتياجات الأطفال الذين يعانون من معاناة عصبية وقد تم علاج أول مولود بالمغرب يخضع لهذه التقنية العلاجية في مدينة مراكش يوم 17/10/2020و لوحظ تحسن كبير في حالته العصبية سريريا.
و يعتبر المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش منذ سنة 2012 أول مركز في المغرب العربي يستخدم علاجًا جديدًا لتبريد الأطفال حديثي الولادة المتأثرين بالاختناق في الفترة المحيطة بالولادة (نقص الأكسجين وقت الولادة): إنه انخفاض حرارة علاجي انتقائي يمثل تقدمًا حقيقيًا في علاج هؤلاء الأطفال حديثي الولادة عن طريق منع موت الخلايا العصبية التي تضررت بسبب نقص الأكسجين. تم إثبات تأثيره على الحد من الوفيات والتأثيرات على الخلايا العصبية.
وكان المغرب،يعاني من مشاكل الاختناق في الفترة المحيطة بالولادة بشكل متكرر وهو ما يؤثر على 8 إلى 10 من المواليد الجدد لكل 1000 ولادة مقابل 2 إلى 3 حالات لكل 1000 في البلدان المتقدمة. ترتبط شدته بالوفيات والمضاعفات المرضية الشديدة التي يمكن أن تسببها، وبالتالي فهي واحدة من المشاكل الصحية الرئيسية لحديثي الولادة؛ يقدر معدل الوفيات بحوالي 15 إلى 25٪ من الحالات. من بين الناجين، 25 إلى 30 ٪ سيبقون على مضاعفات عصبية مثل التخلف العقلي، والاضطرابات المعرفية،والصرع…
اليوم البرتوكول العلاجي يحتم إخضاع الأطفال حديثي الولادة الذين عانوا من الاختناق في الفترة المحيطة بالولادة لتبريد الجسم كله لدرجة حرارة مضبوطة تبلغ 33.5 درجة مئوية لمدة 72 ساعة تليها مرحلة رفع حرارة تدريجي للجسم لكي تكون فعالة، يجب البدء في خفض درجة حرارة الجسم خلال الساعات الست الأولى من الحياة في مصلحة العناية المركزة لحديثي الولادة وتحت إشراف صارم لطاقم طبي متخصص..