اختراع جهاز مغربي يسمح بالتتبع الدقيق للمرضى الذين يعانون من تضخم البروستات الحميد
جلال شوهاني – و م ع: أكد البروفيسور رضوان ربيع، أستاذ التعليم العالي، المتخصص في جراحة المسالك البولية ، الذي قاد دراسات توجت باختراع جهاز مغربي يسمح بالتتبع الدقيق للمرضى الذين يعانون من تضخم البروستات الحميد ، أن هذا الاختراع يعد ثمرة تعاون شمولي بين مجالات الطب، والطب الحيوي، والهندسة والذكاء الاصطناعي .
وأبرز البروفيسور ربيع، في حوار لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الجهاز ، الذي رأى النور بفضل تعاون بين مؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة، وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة ومستشفى الشيخ خليفة، يسمح بحساب معدل تدفق البول بالنسبة للمرضى الذين يعانون من البروستات، كما يساعد الطبيب المعالج على اتخاذ قرار إعطاء العلاج أو إجراء العملية .
وأشاد البروفيسور ربيع، بخبرة مؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة، في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبها الأطباء المغاربة في مجال علاج الأمراض المتعلقة بالبروستات، والتي ساهمت بشكل كبير في تسهيل خروج هذا الاختراع إلى حيز الوجود بعد سنة من الأبحاث والاختبارات السريرية .
وأشار إلى أن هذا الجهاز يعمل على تسهيل اتخاذ القرار بالنسبة للطبيب المعالج ، في ما يخص ضرورة أو عدم ضرورة إجراء تدخل جراحي ، وبالتالي الوقاية من تسجيل حالات في مرحلة متقدمة .
وأضاف أن الجهاز ، الذي ابتكره باحثون مغاربة، يسمح بتخفيض التكلفة ، حيث إن الجهاز المتوفر في السوق، والذي يقوم بهذه المراقبة ، له تكلفة عالية ، علاوة على حجمه الكبير ، مبرزا في الوقت ذاته أن هذا الجهاز المغربي سيكون مفيدا في مراقبة الأمراض الشائعة في العيادات الطبية، ولكن أيضا عن ب عد ، من خلال تنزيل تطبيق خاص على الهاتف الذكي .
وتابع أنه من الممكن على المدى الطويل أن يتم تصغير حجم هذا الجهاز ، كي يتم تعميمه على المستشفيات والعيادات الطبية ، مما سيسمح حتى للطبيب العام بمتابعة مريض يعاني من تضخم البروستات الحميد .
وقال البروفيسور ربيع ، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية بالمنظار، إن هذا الاختراع يندرج في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الابتكار في مجال الطب ، مبرزا أن التقدم ، الذي أحرزه المغرب بشأن معالجة البروستات يعد نموذجا يحتذى في إفريقيا .
وسجل في هذا السياق أن المملكة المغربية تعد من أوائل الدول في القارة التي تستخدم الجراحة بالمنظار لعلاج الأمراض المتعلقة بالبروستات، مشيرا إلى أن هذه الجراحة أحدثت ثورة في علاج أمراض البروستات، حيث يجري واحد من بين كل ثلاثة أشخاص في سن الستين في المغرب ، عملية بسبب هذا المرض. وأضاف أنه بفضل جراحة العيادات الخارجية (خروج المريض من المستشفى في نفس يوم إجرائه للعملية)، أصبح علاج البروستات أكثر شيوعا وبساطة ، لأن المرضى الذين خضعوا للجراحة يمكنهم مغادرة المستشفى في نفس اليوم ، في حين كان هذا النوع من العمليات يتطلب في الماضي من ثلاثة إلى أربعة أيام من العلاج في المستشفى .
وبخصوص المؤتمر السنوي للجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية بالمنظار، الذي شمل تظاهرتين علميتين، هما المؤتمر السنوي الثالث لطب المسالك البولية بشمال إفريقيا، والاجتماع الدولي العاشر حول أمراض الكلى، أكد أن الجمعية تهدف إلى تعزيز الابتكار، والتكوين المستمر والبحث العلمي، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر شكل فرصة لتبادل وتقاسم المعارف والخبرات، بين علماء من الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وإفريقيا والشرق الأوسط ، مع نظرائهم المغاربة .
واعتبر أنه على مر السنين، أضحى هذا اللقاء العلمي السنوي فرصة لتسليط الضوء على المستجدات في جراحة المسالك البولية على المستوى العالمي والتقدم المحرز في المغرب في هذا المجال .