الأزمة الروسية الأوكرانية تُهَيمن على إهتمامات الصحف الأسبوعية في المغرب
شكلت تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية على اقتصاد المملكة، الموضوع الأبرز الذي استأثر باهتمام افتتاحيات الصحف الأسبوعية.
وهكذا، كتبت (لا نوفيل تريبيون) أن المغرب سيتضرر، لامحالة، من “التكلفة الاقتصادية لهذه الحرب عاجلا أم آجلا”، بالنظر إلى “هشاشة اقتصادنا” و”اعتماده على الواردات بشكل كبير “.
وقال صاحب الافتتاحية إن المغرب “سيستمر في الاستيراد إلى جانب تسجيل المزيد من التضخم، وسيعاني أكثر في التمويل عندما تتجاوز أسعار الفائدة السقف”.
وتابع أنه من المؤكد أن رئيس الحكومة وفريقه “يدركون تماما” أنه سيكون من الصعب إقناع المغاربة بأن مشاكلهم اليومية تأتي من مكان آخر، ولكن يتعين التوصل إلى حلول سريعة وفعالة إذا كانوا لا يرغبون في دفع الثمن السياسي لمشاكل تسببها بلدان أخرى.
ومن جهتها، كتبت (لافي إيكو) أن تداعيات الأزمة في أوكرانيا التي بدأت بالفعل تظهر معالمها على مستوى الاقتصاد العالمي، لاسيما في مجال التجارة الدولية وأسعار المواد الأولية، تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، “صدقية بعض القرارات التي اتخذها المغرب منذ فترة طويلة”.
وأوضحت أن انعكاسات هذه الأزمة، التي ثبت أنها حتمية بسبب الترابط بين الدول، الناتج عن انفتاح اقتصاداتها على السوق العالمية للرفع من وتيرة التجارة بينها “تدعم توجهات المغرب في ما يتعلق ببعض الخيارات الاستراتيجية التي تم اتخاذها بشأن مواضيع حاسمة، وحتى حيوية”، بهدف ضمان، من بين أمور أخرى، الاكتفاء الذاتي في الغذاء والتحول الطاقي الذي يعتمد إلى حد كبير على الطاقات المتجددة، علاوة على تحقيق التحول الصناعي.
واعتبر كاتب الافتتاحية أن هذه الخيارات لم يتم اتخاذها في “وضعيات الشدة أو حالات الطوارئ”، ومع ذلك “كلما مرت السنوات، كلما تأكدت أهميتها”.
وتابع أن ما يحدث حاليا في أوروبا يمكن أن يجلب غدا فرصا أكيدة من حيث الاستثمار والتنمية المشتركة للمغرب الذي، بالإضافة إلى أن المعرفة والقدرة التنافسية أظهرا للأوروبيين مرارا أنه لا يشكل بديلا احتياطيا فقط، ولكنه أيضا شريك موثوق به ومستدام وفعال ويحترم القيم الكونية.
ومن جانبها، كتبت (شالانج) أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا ينبغي أن يكون حافزا للوعي العالمي الذي يدين جميع الحروب، دون استثناء، ويؤسس لنظام عالمي جديد من أجل تسوية النزاعات يتم فيه حظر وإلغاء جميع أشكال القوة في كل مكان من العالم.
واعتبر صاحب الافتتاحية أن “التقادم في منظومة الأمم المتحدة واضح للعيان” و”أن إصلاحها الجذري أضحى أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.