الرقيب في الدرك الملكي سامية هوزان.. إرادة صلبة وكفاءة عالية في التأطير والتكوين
(إعداد .. نور الدين حزمي)
سامية هوزان، الرقيب بمركز تكوين الخيالة التابع للدرك الملكي ببنسليمان، شابة، تتمتع بشخصية قوية، وبثقة كبيرة في النفس ، مما جعلها نموذجا للمرأة المغربية المثابرة التي تتحدى كل الصعاب والصور النمطية ، وجميع العقبات من أجل تقديم أحسن ما لديها، مع أداء واجبها المهني خاصة في مجال تأطير الوافدين على هذا المركز من المتدربين الجدد .
ففي معترك عملها كمؤطرة وإكراهاته، تمكنت الرقيب هوزان المنحدرة من مدينة الجديدة، من أن تجد مكانا لها، كمشرفة على التدريب بمركز تكوين الخيالة (مجموعة الخيالة للدرك الملكي) ببنسليمان، لأنها تتصف بإرادة صلبة وتعشق مهنتها ، خاصة ركوب الخيل ، إلى جانب الاعتناء بواجبات البيت .
تقف سامية ببذلتها الأنيقة، أمام المتدربيين من دركيي المستقبل، وكلها حماسة وتفان وإيمان بجسامة الرسالة الملقاة على كاهلها ، من أجل تلقين الأجيال الصاعدة من الدركيين تكوينا متكاملا من شأنه أن يساعدهم ويؤهلهم على تأدية مهامهم المستقبلية .
فشغف سامية، البالغة من العمر 22 سنة، وتعلقها بهذه المهنة النبيلة وولعها بركوب الخيل ، تطور مع تعاقب السنين ، مما راكم لديها تجربة وتكوينا كبيرين، حيث تلقت تكوينا لمدة سنتين شمل أساسا المجال العسكري ، واستعمال الأسلحة بمركز التكوين الدرك الملكي ببنسليمان، لتلتحق بعد ذلك بمركز تكوين الخيالة التابع للدرك الملكي بنفس المدينة ، حيث تم تكوينها لمدة سنة واحدة، كمبتدئة، وبعد تفوقها اندمجت في هذا المركز للإشراف على تدريب المبتدئين .
سامية لا هم لها سوى تلقين الدركيين الجدد المبادئ الوطنية والخلقية الكفيلة بتوجيه سلوك الدركي وحمايته ، وتأمين تكوين عسكري ، وإعدادهم للمهام النبيلة التي ستسند إليهم مستقبلا.
فعلى صهوة الخيول، تقوم عناصر الدرك الملكي بالعديد من المهام منها على الخصوص دوريات في الغابات، والمشاركة في عمليات الإنقاذ واستتباب النظام العام وحماية البيئة والمواقع الاستراتيجية .
وعبرت سامية، التي تدرجت في مسارها المهني حتى التحقت بصفوف المؤطرين بمركز تكوين الخيالة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن مدى جسامة التحديات التي تجابهها في مجال تكوين دركيي ودركيات المستقبل.
فقد كشفت الرقيب سامية، التي التحقت بمركز التكوين الدرك الملكي ببنسليمان سنة 2018 بعد حصولها على شهادة الباكالوريا شعبة الاقتصاد، عن اختيارها لهذه المهنة وفق قناعة شخصية، عززه عشقها، منذ الطفولة، لركوب الخيل بمسقط رأسها الجديدة ، حيث يقام المعرض الدولي للفرس .
وحسب سامية، فإن مراحل التكوين تشمل تطوير واكتساب مهارات وقدرات عالية خاصة ، في ما يتعلق بالقفز على الحواجز والقيام بحركات استعراضية والعمل على الحفاظ على النظام العام .
وبشأن خصوصية العمل الذي تطلع به سامية، ترى هذه الشابة، أن المهمة التي تضطلع بها ليست بالهينة، بسبب الإكراهات التي تعتريها، مشيرة إلى أنه إذا كان الإنسان يعشق عمله الذي اختاره عن قناعة، فإن الصعاب تهون .
أما ما يخص تعامل زملائها من الدركيين الرجال، فقد أكدت سامية بعدم وجود أي فرق بين الرجال والنساء، فضلا عن أن كافة زملائها ، والرؤساء يتعاملون مع سامية ونظرائها من الدركيات على قدم المساواة، في إطار يتسم بالمهنية والاحترام والمعاملة الجيدة.
وبخصوص التوفيق بين الجانب المهني كمؤطرة بمركز تكوين الخيالة وحياتها الزوجية، صرحت سامية أن كونها امرأة دركية لا يمنعها من ممارسة حياتها الشخصية بشكل عادي، وسط أسرتها، مضيفة أن هناك مساعدة الأهل، الذين يتفهمون نوعية عملها.
فالزمن الذي كانت فيه الوظائف المنوطة بالنساء تقتصر على أعمال محدودة قد ولى في صفوف الدرك الملكي، كما تقول ، فاليوم، أصبحت النساء تمتلكن جميع القدرات التقنية والتشغيلية التي تؤهلهن للالتحاق بكافة الوحدات.
وفي ذكرى ثامن مارس يحق للرقيب سامية، على غرار كل العاملات في سلك الدرك الملكي، الافتخار بما حققنه من نجاح باهر في بلوغ مكانة متميزة داخل سلك الدرك الملكي ، حيث أثبتن تميزهن في كافة المصالح والفرق، مما ساعدهن على الولوج بكل جدارة واستحقاق إلى مختلف الرتب ومناصب المسؤولية.