المغرب يسعى لزراعة 80 ألف هكتار من نوار الشمس و الكولزا
يعتبر تطوير الزراعات الزيتية رهانا ذو أولوية بالنسبة للمغرب، حيث تُمَكِن زراعة نوار الشمس الكولزا ليس فقط من إنتاج الزيوت النباتية الموجهة للاستهلاك البشري، لكن أيضا من إنتاج الكعك و ه. عجين مستخلص من هذه الزيوت، وهو منتج فرعي يستخدم في تغذية المواشي.
و لا تستجيب زراعة البذور الزيتية مثل الكولزا ونوار الشمس لاحتياجات الاكتفاء الغذائي للبلاد فقط، بل تقدم أيضا حلولا مستقبلية في مواجهة التحديات المتعلقة بالحفاظ على التوازنات البيئية.
و في هذا الصدد، تندرج مبادرة Maghreb oléagineux ، التي أطلقتها Terres Univia سنة 2019 بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، بشكل كامل، في إطار الطموح للوصول إلى فلاحة عالية الأداء وصديقة للبيئة، هدفها زيادة الإنتاج الوطني من الكولزا ونوار الشمس مع الإسهام في تطوير قدرات مزارعي هذه السلسلة، وذلك من خلال دورات تكوينية متخصصة.
و تساهم زراعات الكولزا ونوار الشمس في تجويد وتقوية أداء واستدامة الأراضي الزراعية، فالمناوبة بين زراعة البذور الزيتية وزراعة الحبوب تمكُن من تدبير أفضل للأعشاب الضارة والقوارض والأمراض.
و تمكن هذه الزراعات أيضا من تقليل استعمال مواد وقاية النباتات وتحسين أداء الزراعات، وعلى سبيل المثال فإن منتوج قطعة زراعية من القمح بعد زراعة الكولزا يكون أعلى ب %20 في المتوسط من زراعة القمح بعد القمح.
و يندرج برنامج “مغرب أولياجينوه” Oléagineux Maghreb في إطار استراتيجية المغرب الفلاحية إذ يراهن على تكوين وتحسيس المنتجين حول موضوع بذور نوار الشمس و الكولزا الأوروبية ومزاياها.
و منذ سنة 2019 تم تكوين 130 مستشارا و103 مقدمي خدمات وتنظيم 121 يوما ميدانيا Days Field لفائدة أكثر من 3400 مزارع، وخلال 3 سنوات، مكنت 18 منصة عرض من تقديم 29 صنفا أوروبيا، 14 من نوار الشمس و 15 من الكولزا وإمكانية ملاءمتها مع مختلف أحواض الإنتاج في المغرب.
و مكن مخطط المغرب الأخضر الذي تم إطلاقه سنة 2008 من تحقيق ازدهار حقيقي لزراعة البذور الزيتية في المغرب، كما أن الاستراتيجية الفلاحية الجديدة للمملكة تحت مسمى “الجيل األخضر” تؤكد على أهمية تطوير سلسلة الزراعات الزيتية المغربية.
و تطمح هذه الاستراتيجية إلى بلوغ 80 ألف هكتار، من الكولزا 30 ألف هكتارا و من نوار الشمس 50 ألف هكتارا في أفق 2030، وهو ما سيمكن من تغطية %15 من احتياجات السوق الوطنية وخلق أكثر من 170 ألف منصب شغل.