مهرجان “نمشي” يواصل فعالياته الفنية بمراكش و يحتفي بالمرأة و يعد الجمهور بمزيد من الجمال
يواصل مهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر في دورته الثانية عشرة الذي تحتضن فعالياته مدينة مراكش حتى الحادي عشر من الشهر الجاري، أنشطته الفنية المتنوعة، بعروض و ندوات و لقاءات مباشرة بين الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة مع الجمهور و المهتمين.
و إذا كان تكريم الكاتب و المخرج المراكشي “حسن هموش” يوم السبت المنصرم، ضمن فعاليات المهرجان، قد جعل هذه الدورة خاصة و متميزة حسب المتتبعين، فإن المنظمين حرصوا على أن يكون تكريم “هموش” محطة مشرقة من المحطات التي تمت برمجتها خلال هذه التظاهرة الفنية. حيث واصل المختبر الذي يعتبر نافذة لاكتشاف المواهب و عرضها أمام المختصين، أنشطته بمواكبة من خبراء من المغرب و خارجه، كما أن دروس “الماستر كلاس” كانت هي الأخرى يافطة لإيصال هذا الفن للمولوعين به من الهواة و فرصة لهم للوقوف على أبرز خصائصه الفنية.
المرأة بدورها كانت حاضرة في الدورة الثانية عشرة لمهرجان “نمشي”، بتخصيص يوم الأربعاء ثامن مارس الذي يصادف يوم احتفاليتها العالمية، للاحتفاء بالمرأة من خلال الفن و عبر عروض راقصة لها من الدلالات الجمالية ما يعكس روح الفن و قدرته على تمكين المرأة من حقها في التميز و التألق، و الأهم المساواة و الكرامة و الحرية.
من جهة أخرى، ما زالت فضاءات دار الثقافة الدوديات و المدرسة العليا للفنون البصرية و دار بلارج و رياض 18 و المعهد الفرنسي، تشهد عروضا مكثفة و مختارة بعناية، تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، و اهتمام بالغ من لدن المهتمين بهذا النوع من الفنون.
و ستكون الأيام القادمة مثيرة من خلال برمجة غنية ستتضمن مجموعة من العروض و الدروس و الأنشطة، سيكون أبرزها من دون شك، عرضان راقصان بساحة جامع الفنا الساحرة، عصر يوم السبت المقبل، الأول سيقدمه المتدربون بالمختبر الذي يشرف عليه الراقص “توفيق ازديو” المدير الفني للتظاهرة، فيما العرض الثاني سيقدمه بشكل جماعي فنانون من مصر و فرنسا و المغرب.
و مرة أخرى و من خلال هذه البرمجة الغنية، تتأكد أهمية مهرجان “نمشي” للرقص المعاصر، التي تكمن في كون الرقص المعاصر بهذه المنطقة من العالم، فن حي حامل للتغيير، فالتعابير الجسدية سواء في الشارع آو المسرح والنظرات الجديدة على الذات و الآخر المنبثقة من الأعمال الفنية، تجعل من مبدعيها، انطلاقا من المهرجان، فناني المدينة بامتياز و مرآة تعكس آمال السكان و تطلعاتهم و حتى مخاوفهم.
و للإشارة، فهذا المهرجان الذي وصل صيته إلى العالمية، و مع توالي دوراته، أضحى موعدا مهما لتصميم الرقص المعاصر “الكوريغرافيا”، و تتجلى هذه الأهمية في كونه فرصة لمصممي الرقص لاستعراض موهبتهم والتعريف بها، كما يمكن الفنانين المغمورين من إثبات وجودهم، فهو بمثابة فرصتهم الوحيدة للالتقاء بجمهورهم ومعجبيهم وكذا لقاء المنعشين في المجال الثقافي، فالمهرجان مبادرة مكنت الرقص المعاصر من الخروج إلى حيز الوجود و تكوين جمهور يتزايد يوما بعد يوم.