مهرجان كناوة: من أجل تنافس جهوي في مجال العمل الثقافي
الصويرة – تم أمس السبت، بالصويرة، إبراز دور الجهة في تشجيع، ودعم وتطوير العمل الثقافي، وذلك خلال مائدة مستديرة، نظمت في إطار منتدى مهرجان كناوة، حول موضوع “الثقافة – قوة”.
وشدد المتدخلون خلال لقاء المناقشة هذا، على الفكرة القائلة إن تنافسا جهويا حقيقيا في الميدان الثقافي يبقى ضروريا من أجل إطلاق دينامية قادرة على رفد العمل الثقافي، باعتباره إحدى قاطرات “القوة الناعمة”.
وأبرزوا أن من شأن تبني استراتيجية ثقافية على الصعيد الجهوي أن يجعل من هذا القطاع مصدر تأثير، وكذا خلق دينامية اقتصادية جهوية.
وأوضحوا أن هذا التنافس الثقافي الجهوي يمكن أن يوفر هياكل وآليات لمواكبة الثقافة، وكذا استدامة أعمالها، لكي يكون هناك تأثير ووقع معتبرين على الساحة الدولية.
وأكد الكاتب – الصحافي خليل الهاشمي الإدريسي، في مداخلته، بهذه المناسبة، أن المملكة تتوفر على عنصر مركزي لاستراتيجيات القوة الناعمة.
وأشار رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ، إلى أنه يتعين أن يستفيد العمل الثقافي من بعد جهوي أكبر، مع استراتيجية يمكن أن تؤدي إلى إشعاع العمل الثقافي على الصعيدين الوطني والدولي.
وأشاد السيد الهاشمي الإدريسي، في هذا الصدد، بالتنظيم الناجح للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، مذكرا بأن هذه الدورة الـ27 استفادت من تمويل من جهة الرباط، مما ساهم في الرفع من ميزانية هذه التظاهرة الموجهة للكتاب.
وقال إن المهرجانات الجهوية والمواسم قادرة على خلق دينامية اقتصادية محلية، ستكون مفيدة للجهة.
وفي السياق ذاته، استشهدت نائلة التازي، بمهرجان كناوة موسيقى العالم، الذي تتولى إدارة إنتاجه، الذي يسلط الضوء على تراث لامادي غني جدا، وتمكن من الارتقاء به في المشهد الثقافي المغربي والدولي.
وأشارت، في هذا الاتجاه، إلى أن دور الجهات في تمويل الأنشطة الثقافية يبقى مهما من أجل استدامة هذه الأنشطة، ذات التأثير السوسيو – اقتصادي القوي.
وشددت على أنه “من الضروري أن تتمكن الجهات والجماعات من تخصيص اعتمادات مالية أكثر لفائدة العمل الثقافي، ولكي تتمكن هذه الأخيرة من أن تصبح قضية مهمة داخل السياسات المحلية”.
كما عرفت هذه المائدة المستديرة حول “الثقافة- قوة”، التي انعقدت بمناسبة تنظيم جولة مهرجان كناوة، مشاركة سفير جمهورية كوريا بالمغرب، كيونغ تشونغ، ومديرة نشر مجلة (ديبتك)، مريم سبتي، والنائب الفرنسي السابق جوليان دراي، إلى جانب ثلة من الفنانين والصحفيين والفاعلين الثقافيين، على غرار رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي.
وناقشت هذه الشخصيات البارزة الدور الحاسم للثقافة في إشعاع أمة ما لتجد لنفسها موطئ قدم وسط القوى الكبرى، وكذا دور السلطات العمومية في استدامة “تأثيرها الناعم”.
يشار إلى أن منتدى مهرجان كناوة يشكل فضاء للنقاش والتبادل بين متدخلين مغاربة ودوليين حول إشكاليات مجتمعية راهنة.