مهرجان إمنتانوت: أمسية ثانية تحت شعار التعدد الثقافي والفني
إمنتانوت (إقليم شيشاوة)- واصلت فضاءات مهرجان إمنتانوت للفن والإبداع والتراث استضافة نجوم الأغنية المغربية التي تمثل مختلف جهات المملكة، وذلك في أجواء تغمرها الحفاوة والود، وفي سياق تكريس التعدد الثقافي والفني.
فبعد الأمسية الأولى الناجحة بكل المقاييس، كان الجمهور على موعد مع لحظات حبور وسرور مع المهرجان الحافل بالألوان الموسيقية والأشكال التعبيرية، في تكريس فعلي لهذا المغرب الذي يعد “أمة عظيمة” غنية بثقافتها المتعددة، وحضارتها المتفردة، وتقاليدها العريقة.
وهكذا، حج جمع غفير من الجمهور يمثل مختلف الشرائح، لليوم الثاني، للقيا نجومهم المفضلين، وتجديد الوصل معهم بعد الغياب القسري الناجم عن جائحة (كوفيد-19).
وفي هذا الصدد، قدمت فرق موسيقية محلية، على غرار “تيسكيوين”، أغاني رائعة تمتح من الخصوصية الأمازيغية، كما كان الجمهور على موعد مع مايسترو الأغنية الأمازيغية “أوطالب المزوضي”، سليل مدينة شيشاوة.
وأدى الفنان أوطالب المزوضي أغاني ريبيرتواره الفني الحافل في الصنف الأمازيغي، والذي يربو عن 750 أغنية، قبل أن يليه على الركح نجم الأغنية الشعبية “عادل المليودي” الذي أذكى حماس الجمهور، وهو الذي رافقته مجموعته الموسيقية الفتية، بأدائه لقطع موسيقية شعبية متميزة.
كما استقبل الجمهور بحفاوة مشهودة الفنان “مسلم”، وأوقد له أضواء هواتفه المحمولة إكراما لوفادة فنان كبير يبدع في صنف الراب.
وأدى الفنان الطنجاوي “مسلم” أغانيه الرائعة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب من قبيل “ماما”، و”ماي لايدي”، و”كاباييرو”.
وفي تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير المكلف بالتواصل بالمهرجان، موسى واحمان، إن النسخة الـ 12 من المهرجان تأتي تحت شعار “إمنتانوت: الأرض المرآة لمغرب التعايش والحرية”، لافتا إلى انتقاء الشعار بعناية فائقة من خلال الاستلهام من الظاهرة الثقافية “بوجلود” التي تعكس كل هذه الأبعاد.
وأضاف أن المهرجان يمكن من اكتشاف المواهب المحلية الشابة، ويمثل أرضية للترويج للمدينة ونواحيها، وإبراز مؤهلاتها السياحية وتاريخها وعاداتها.
وذكّر بأن التظاهرة كانت تسمى، خلال النسخ السابقة، “مهرجان المهاجر”، على اعتبار العدد الكبير للمغاربة الذين ينحدرون من هذه المنطقة ويستقرون بالخارج، مضيفا أن الفكرة تمثلت في تشجيعهم على العودة إلى المغرب والاستثمار وإنجاز مشاريعهم به.
وتتواصل هذه التظاهرة الفنية والثقافية، المنظمة من طرف جمعية إمنتانوت للحوار الثقافي الفني والمجلس الجماعي لإمنتانوت، بشراكة مع كل من وزراتي الثقافة والشباب والتواصل والداخلية، ومجلس جهة مراكش – آسفي، على مدى خمسة أيام، احتفاء بمختلف الأصناف الفنية، واستجابة لشتى الأذواق الموسيقية.
وسيكون الجمهور كذلك على موعد مع الفنانين سعيدة شرف، وسعيد الصنهاجي، وإكرام العبدية، بالإضافة إلى الفنانين الحسين الطاوس، وسعيد أسمغور الصادح بالإيقاعات الأمازيغية.
ولإنجاح هذه التظاهرة، لم تدخر إدارة المهرجان، كما مختلف المصالح المختصة بمدينة إمنتانوت، جهدا من أجل توفير الموارد اللوجستية والبشرية اللازمة حتى يساهم هذا المهرجان في التنشيط الثقافي والفني لهذا الحيز من التراب الوطني.