الجامعة مدعوة إلى تمكين الطلبة من تملك مهارات ذاتية تستجيب لحاجيات سوق الشغل
مراكش – أكد المشاركون في ندوة دولية حول “الكفاءات الأفقية .. من الجامعة الى عالم الشغل”، انطلقت، اليوم الجمعة، بمراكش، أن الجامعة، وإلى جانب دورها العلمي، مدعوة إلى تمكين الطلبة من تملك المهارات الذاتية الضرورية التي تستجيب لحاجيات سوق الشغل.
وشدد المتدخلون في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة المنظمة، على مدى يومين، بمبادرة من شعبة الإنسانيات بكلية العلوم السملالية بتنسيق مع مختبر اللغة والهوية والإعلام والتراث والثقافة والسياحة بكلية الآداب والعلوم الانسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، أن الجامعة قادرة، في ظل التحولات التي يعرفها العالم، على خلق دينامية تمنح للطلبة القدرة على تملك المهارات الذاتية لاستشراف مستقبلهم بعزيمة قوية.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس جامعة القاضي عياض، الحسن احبيض، أن “هناك عملا دؤوبا على مختلف الأصعدة لإعداد مخطط لتسريع تطوير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على مستوى جامعات المملكة”، مبرزا أن هذه الجامعة على غرار باقي الجامعات الوطنية بصدد “إعداد مسالك نريدها أن تكون مسالك جديدة ومبتكرة وتتماشى وتطورات السوسيو اقتصادية الوطنية والدولية، والتي نتوخى منها، كذلك، تطوير البحث العلمي بمستجدات وبنظرة جديدة تبتغي في مراميها وأهدافها الحد من الهدر الجامعي وملاءمة التكوينات مع سوق الشغل”.
وقال إنه “عندما نتحدث عن التمكين نسعى لتكوين الطلبة ليكونوا أطرا قادرين على التأقلم مع التحولات التي يعرفها المجتمع والتطورات الاقتصادية والصناعية والسوسيولوجية”، موضحا أن “من بين ما يسعى إليه المغرب هو خلق مسالك للتميز داخل المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح، وخلق دينامية للتكوين تجعل الطلبة متمكنين مما هو علمي صرف وأقوياء في تخصصاتهم”.
وخلص السيد احبيض إلى أن “مخطط تطوير التعليم العالي والبحث العلمي وخلق جامعة من جيل جديد، يتطلب انخراط الجميع في هذا الورش الوطني انخراطا فعالا من أجل أجيال الغد، وحتى تكون الجامعة جامعة متجددة ومتطورة”.
من جهته، أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عبد الرحيم بنعلي، أن الكفاءات المكتسبة لضمان النجاح في الحياة المهنية تستدعي التأقلم مع التطور المستمر في عالم الشغل، مشيرا الى أنه في اطار المخطط الوطني لتسريع التحول في منظومة التعليم العالي، فإن الوزارة الوصية بصدد القيام بإصلاح بيداغوجي يروم وضع معايير بيداغوجية وشعب جديدة أكثر ملاءمة واستجابة لحاجيات عالم الشغل.
وأبرز أن الوزارة أدرجت في المسالك وعلى جميع المستويات، مناهج وتعلمات متعلقة بالكفاءات الأفقية، وذلك بهدف تمكين الطلبة من تعزيز مهاراتهم الذاتية تتيح لهم الاندماج بسلاسة في الحياة المهنية بعد تخرجهم.
وقال إن “الطالب مطالب اليوم بالتحلي بمستوى معرفي وأيضا اكتساب المهارات الذاتية التي أصبحت ذات أهمية أكثر فأكثر في عالم الشغل، حيث المقاولات في حاجة ماسة إلى مترشحين بإمكانهم التكيف السريع مع التحديات الجديدة”.
من جانبه، سلط عميد كلية العلوم السملالية، الحسن المودن، الضوء على دور الجامعة في تكوين الطلبة، ولكن، أيضا، على اندماجهم في الحياة المهنية بعد حصولهم على الشواهد الجامعية و”تأهيلهم لتبوئ مهن الغد والقدرة على النجاعة والتأقلم مع التحولات المستمرة لسوق الشغل”.
وأشار الى أن هذه الندوة “تعكس صدى الإصلاح الجامعي الذي تعتزم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و الابتكار إطلاقه في بداية العام الجامعي المقبل”، مضيفا أن الهندسة الجديدة للإجازات الأساسية والماستر تعطي أهمية كبيرة للمسالك الأفقية، والتي ستعمل بالتأكيد على اكتساب الكفاءات الأفقية لدى طلبة الجامعة المغربية، وأن هذا المكون المعرفي والخبرة واثبات الذات يضم مجموعة من المناهج ذات الصلة باللغات الأجنبية والمهارات الذاتية.
وتشكل هذه الندوة، التي يشارك فيها أساتذة جامعيون من المغرب وخارجه، بالاضافة الى عدد من الطلبة، مناسبة لتقاسم تجارب حول الكفاءات الأفقية، وذلك من خلال محاور تهم “التأملات حول الكفاءات الأفقية”، و”تطوير المهارات الذاتية : أية فائدة بالنسبة لتشغيل خريجي الجامعة؟”، و”اللغة والمهارات الذاتية والابتكار البيداغوجي .. الأدوات والأساليب”، و”الفن والثقافة وتطوير الكفاءات الأفقية بالجامعة”، و “أي ممارسات في التعليم لتطوير الكفاءات الأفقية ؟.. العودة إلى التجارب”، فضلا عن مجموعة من الورشات لفائدة الطلبة.