رمضان .. الأجواء الروحانية للشهر الفضيل تثير اهتمام مهنيي قطاع السياحة
و. م. ع
يصادف شهر رمضان لهذه السنة موسم الذروة السياحية، إلا أن هذا لا يكبح الزخم المنتعش الذي يسجله هذا النشاط الذي انطلق مسبقا على وقع بوادر مبشرة بالنجاح.
وبغض النظر عن الجانب الديني، يوفر شهر رمضان المبارك أجواء استثنائية للمسافرين الراغبين في استغلال هذه الفترة لاكتشاف أجواء أخرى ولاستكشاف الجانب الروحاني للمغرب.
وفي طريق البحث عن الروحانية، تسحر وتغوي المعلمات الجديدة، على غرار اكتشاف الذات والسعي وراء الرفاه أو حتى تقوية العقل، أذهان هؤلاء السياح الوطنيين أو الأجانب.
ولا يعتبر اختيار المغرب وجهة جذابة للمسافرين المتوافدين من جميع أنحاء العالم والمقدمين على رحلة التأمل والتدبر محض صدفة، حيث تتميز السياحة الروحانية داخل المملكة خلال شهر رمضان بعرض منظم ومنتجات متنوعة ترقى إلى مستوى التوقعات.
ومن بين الإمكانات التي تتوفر عليها البلاد للترويج لهذا الصنف السياحي، نجد أن المغرب عادة ما يضرب به المثل على الصعيد العالمي في قضايا التعايش بين الأديان منذ قرون، علاوة على سمعته المتجلية في كونه أرض السلام والتسامح والتعايش الديني والروحي.
انطلاقا من الصحاري، مرورا بالجبال والواحات والشواطئ، وصولا إلى الينابيع الحارة المطهرة، تجلب هذه الأماكن برمتها راحة البال وسكينة الروح وتتيح فرصة ممارسة التأمل أثناء المشي والتدبر، وهو ما يستدعي بلورة عرض منظم ومصمم بعناية قصد تلبية معايير الراحة الدولية.
من جانبهم، يراهن العاملون في قطاع السياحة، والذين أبدوا تفاؤلهم تجاه عدد الوافدين، على هذه الفترة التي تسمح باكتشاف التقاليد والطقوس المحلية المتاحة أمام السياح والتي تقدم تجربة فريدة تسمح لهم بالتعرف على المملكة على نحو مغاير ومختلف.
ويرى هؤلاء المهنيين أن المهمة الرئيسية خلال هذه الفترة تتمثل في استغلال مزايا هذا الشهر للإبقاء على نفس مستوى الأداء المحقق خلال السنة الفارطة، أو حتى تجاوزه.
ومن أجل الإبقاء على وتيرة متنامية لإيرادات السياحة، يعد من الضروري توظيف كامل إمكانات وطاقات القطاع، من خلال هيكلة وتنويع العروض وتكييفها مع معايير الجودة والنظافة الدولية لجذب المزيد من السياح.
وهكذا، وبالإضافة إلى الجانب الروحي، يقدم هؤلاء المهنيون طوال هذا الشهر برنامجا متنوعا يرضي جميع الأذواق، مقدمين عروضا خاصة تجمع بين الاحتفال والموسيقى الروحانية والفكاهة.
وتعرف الخرجات الليلية، بدورها، إقبالا كبيرا ويصاحبها عرض متنوع، مما يدفع الأطراف المنظمة إلى الخلق والإبداع للتميز عن البقية. كما تحظى البازارات والمعارض وعروض الأزياء التقليدية بشعبية كبيرة.
وتحظى الفعاليات المؤسساتية على غرار وجبات الإفطار المنظمة بالاهتمام أيضا، فضلا عن الاجتماعات التي تنعقد قبل غروب الشمس وتختتم بوجبة الإفطار. وتمثل هذه الفعاليات صفقة رابحة لمنظمي التظاهرات الذين يعانون من تراجع عدد المؤتمرات والندوات والمعارض خلال هذا الشهر.
ورغم ذلك، فإن هذا الشهر الفضيل لا يقل أهمية عن المواسم السياحية الأخرى، إذ حتى ولو لم تستأنف الحياة نشاطها إلا بعد الإفطار، فإن الفولكلور الرمضاني الفريد لا طالما جذب الشغوفين بهذا الصنف.
وترتبط إحدى أولويات أسلوب الحياة الجديد ارتباطا وثيقا بالرفاهية والصحة البدنية والعقلية الجيدة، والتي يسعى وراء بلوغها الكثيرون وتشيد بها أعداد متنامية، لا سيما في قطاع السياحة.
وفي هذا الصدد، يملك المغرب، باعتباره أرض السلام والعيش المشترك، ورقة رابحة ينبغي استغلالها. وتستطيع المملكة من خلال تسخير إمكاناتها الثقافية التي تزخر بها وتراثها المقدس أن تعزز مكانتها كواحدة من أفضل الوجهات للسياحة الروحانية في العالم.