قانون التعمیر و إحتلال الملك العمومي بمزاجیة السلطة المحلیة باسفي
نور الدين الكيحل
لعل ما یفسر الطابع الاستبدادي و الشطط في استعمال السلطة و الأسالیب المخزنیة المغرقة في انتھاك الحریات الفردیة و الجماعیة للسلطة المحلیة باسفي و ما یفسر ظاھرة الغضب الجماعي من تصرفاتهم اللا مسؤولة والتي لا تنسجم مع الخط الحداثي في التعاطي مع المشكلات الاجتماعیة و المفھوم الجدید للسلطة الذي نادت بھ أعلى سلطة في البلاد دلك أن المسؤولین یطبقون القوانین بطریقة تمییزیة بین المواطنین كل حسب وضعه الاجتماعي و الاقتصادي دون مراعاة لمبادئ التوجیھات المتضمنة في ظھیر تعیینھم و التي تدعو إلى التعاطي مع المشاكل المطروحة للمواطن و إعطاء الأولویة بحل ھده المشاكل و تحیید الأسالیب السلطویة المقرونة باستعمال كل وسائل الترھیب و القھر و التخویف ضمانا للأسس و المواثیق المتعلقة بالحقوق و الواجبات التي انخرط فیھا المغرب دون رجعة
.فما یمیز تصرفات المسؤولین بالمدینة و كیفیة تعاملھم مع مختلف الظواھر الاجتماعیة ھو بمثابة ذبح لكل الأعراف و القوانین خاصة في میدان التعمیر و محاربة احتلال الملك العمومي حیث یعتمدون سیاسة الكیل بمكیالین بتمتیع الخاصة من أھل المدینة بحق إضافة طوابق لا توجد أصلا في قانون التعمیر و تمتیعھم بحق عرض منتجاتھم و بضائعھم على قارعة الطریق و مختلف الشوارع الرئیسیة بالمدینة و أمام المساجد تنفیذا لسیاسة نفعیة تقوم على مبدأ الولاء المطلق للسلطة بما یعني دلك من تسخیر أعوان و موظفین و اعتمادھم كواجھة دفاعیة رغما عنھم للترویج لطروحاتھ و اتخاذھم بدیلا في الاستشارة عوض منتخبي المدینة و جمعیاتھا الحیة و الجادة أو انسجاما مع المبدأ الكلاسیكي الذي یعتبر المواطنین في خدمة المخزن و ما تدره ھده السیاسة من منافع خاصة بالمدینة ذات رؤوس أموال لا تنتعش إلا في أحضان السلطة ولا ترتاح إلا في خدمتھا و لو بكیلوغرامات من فاكھة تفاح و موز في مقابل إغماض العین على طوابیر من العربات المجرورة تخنق حركة المرور بالمدینة دلك أن للسلطة بأسفي مآرب أخرى إنتفاعیة على حساب ماسي أھل المدینة.