التكوين المهني، ورش واعد للنهوض بإدماج الشباب
وفي هذا الصدد يظل الإدماج الاقتصادي للشباب، القائم على توفير تكوين مهني ذي جودة، رافعة أساسية لتحسين الوضع الاجتماعي لهذه الفئة وتسهيل ولوجها إلى سوق الشغل.
ويعكس إطلاق برنامج مدن المهن والكفاءات الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لقطاع التكوين المهني باعتباره محورا استراتيجيا لتحسين التنافسية الاقتصادية، وتحقيق الإدماج المهني للشباب.
ويمثل تأهيل قطاع التكوين المهني وتعزيز مناهجه من خلال إحداث مؤسسات من الجيل الجديد، فرصة مواتية لهاته الفئة الاجتماعية، تتيح لها الاستفادة من برامج تكوينية مبتكرة كفيلة بتسهيل اندماجها السوسيو – مهني.
ولهذه الغاية أولت الحكومة اهتماما خاصا بهذا القطاع الحيوي، وذلك تنفيذا للرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك، في أفق إنجاح الإدماج المهني للشباب المُتعلمين.
وفي هذا الإطار تكتسي برامج التكوين في المهن الجديدة أهمية قصوى لصقل مواهب الشباب وتطوير معارفهم ومداركهم وفق مقاربات تكوينية جديدة تتوخى تحقيق الملاءمة بين التكوين واحتياجات سوق الشغل ومختلف القطاعات الاقتصادية.
وتروم هذه البرامج أيضا تعزيز قابلية تشغيل الشباب عبر اعتماد مسارات ملائمة لاحتياجات القطاعات الاقتصادية من الموارد البشرية المؤهلة، بما يتيح المساهمة في تحسين تنافسيتها، والنهوض بالمقاولات الذاتية.
وفي هذا الصدد، جسد تدشين جلالة الملك، مؤخرا، لمدينة المهن والكفاءات بجهة الرباط- سلا- القنيطرة، أوجه التقدم التي أحرزها المغرب في هذا المجال والتزامه الراسخ بتكوين الشباب وفق مناهج جديدة ومبتكرة.
ويندرج إنجاز هذه النواة التكوينية في إطار برنامج شامل، سيتم بموجبه في نهاية المطاف إنجاز 12 مدينة للمهن وكفاءات على مستوى مختلف جهات المملكة باستثمار إجمالي يقدر ب 4,4 مليار درهم.
وفي هذا الصدد، اعتبر عتيق السعيد الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش أن الإدماج الاقتصادي للشباب يحظى بالأولوية لدى جلالة الملك، مضيفا أن جلالته حرص منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين على إطلاق سلسلة من المبادرات الرامية إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للشباب من أجل ضمان تمكينهم الذاتي علما أنهم يمثلون حوالي ثلث السكان.
وأضاف السعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إحداث مدن المهن والكفاءات التي تمتاز بتعدد الأقطاب والتخصصات واندماجها في المنظومة الاقتصادية الجهوية، سيسهم بكل تأكيد في ضمان تكوين ذي جودة عالية يتلاءم مع المتغيرات ومع الاحتياجات المتجددة داخل المجتمع من جهة، كما سيشكل من جهة ثانية، عاملا حاسما لإنجاح الإدماج الاقتصادي للشباب.