سعيد شعو الهارب من العدالة : ينفي علاقته بشبكة الزعيمي ويحكي عن أحداث الريف
لم يسبق للبرلماني المغربي السابق سعيد شعو أن تحدث مع صحيفة مغربية منذ مغادرته البلاد على إثر صدور مذكرة بحث قضائية بسبب تورطه في شبكة المدعو الزعيمي للاتجار الدولي في المخدرات، وفي هذا الاستجواب الذي أجرته معه الأيام بصعوبة وعبر واسطة، يقدم سعيد شعو المبحوث عنه بموجب مذكرة بحث دولية روايته للقضية من وجهة نظره و يعتبرها مجرد ابتزاز مع أنه يقر بأنه تاجر في المخدرات بهولندا ولكن بشكل قانوني! وبين وقائع سلطة الاتهام القوية ورواية شعو، تبقى خرجته الأخيرة المرتبطة ب”حراك الريف” والتسبب في أزمة بين المغرب وهولندا هي التي أعادته إلى دائرة الضوء ودفعتنا لإعادة نشر هذا الحوار .
في البداية نود أن ترسم لنا صورة عنك وعن مسارك، فمن هو «سعيد شعو»؟
سعيد شعو من مواليد 1967 بدوار امنود، حيث تابعت التعليم الابتدائي، بعد ذلك توزعت مرحلة دراستي الثانوية بين الحسيمة وفاس وطنجة حتى مستوى البكالوريا. في 1985 توجهت إلى هولندا لإتمام دراستي. درست اللغة الهولندية في معهد التكوين العالي (HBO) في مدينة «تلبورخ»، ثم التحقت بمعهد التكوين العالي في مدينة «أيندهوفن» لدراسة الإعلاميات والمقاولات. وفي سنة1991 قررت بلدية مدينة «روزندال» حيث أقيم الترخيص لثماني مقاهي أو ما يسمى بـ «كوفي شوب»، وكنت أحد المقدمين لطلب الاستفادة من إحدى الرخص حصلت عليها في العام نفسه. في سنة 1998 سنَّت بلدية «روزندال» قانونا يقضي بخفض عدد هذا النوع من المقاهي إلى أربعة فقط، وكنت أنا ممن سحبت منهم الرخصة، ومنذ ذلك الحين لم أعد أملك أي مقهى من هذا النوع.
بعد ذلك شرعت في الاستثمار في شركات أخرى، فملكت أسهم شركة كبيرة للعقار تسمى «إيمو وير» (Immo Wear) كانت مسجلة في البورصة الهولندية، كما دخلت في شراكة مع مجموعة من المستثمرين الهولنديين في شركات أخرى، منها معمل للحديد وشركة عالمية مختصة في تهيئة البنية التحتية للاتصالات الهاتفية وغير ذلك من المشاريع الاستثمارية… كانت طموحاتي كبيرة، وفي سنة 2007 قررت الدخول إلى المغرب لخوض تجربة الانتخابات البرلمانية، وكنت في ذلك الوقت أيضا أخطط لإنجاز مجموعة من الاستثمارات في الريف. كنت أعتقد حقا أنني بهذه الخطوة سأسهم، حسب استطاعتي، في تنمية المنطقة التي تعاني من نقص في كل المجالات.
طيب، لماذا التزمت طيلة هذه الشهور الصمت، ولم تخرج للرد على الاتهامات التي جاءت على لسان الحاج نجيب الزعيمي المتهم بالاتجار الدولي في المخدرات؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي التزمت فيها الصمت، ولم أبادر إلى الرد عما يشاع حولي من إشاعات في العديد من الصحف المغربية. فأثناء انتخابات شتنبر 2007 ورد في صحيفة أسبوعية خبر صدور مذكرة بحث دولية في حقي في فرنسا، كما وزعت العديد من المناشير في الريف لتشويه سمعتي، وكانت جريدة محلية تصدر من طنجة تنشر في تلك الفترة حلقات هدفها النيل من سمعتي، ولم أرد أبدا لأنني لم أكن أريد الدخول في مثل تلك التفاهات والأكاذيب…
وفي سنة 2009 ظهرت عدة مقالات أيضا، تزعم بأنني معتقل في إحدى السجون الهولندية. وفي هذه الفترة مورس ضغط على رئيس البرلمان آنذاك بشأن غيابي عن جلسات البرلمان، علما أن التصويت على ميزانية الدولة تم بحضور 40 برلمانيا من أصل 325. التركيز على شخصي يبين أن هناك جهة، إن لم تكن جهات، تلاحقني وتتعقب خطواتي باستمرار… لكن من جهتي حرصت على تجنب الصراعات والرد على التفاهات، لأنني لم أدخل المغرب من أجل هذا الهدف، ولم يكن لدي الوقت لممارسة هذا النوع من الثقافة السياسية السلبية، هذا فضلا عن أن هذا النوع من الممارسة السياسية يتعارض وأخلاقياتي… أما بخصوص ما جاء في سؤالكم حول عدم ردي على «الاتهامات التي جاءت على لسان المتهم الحاج نجيب الزعيمي»، فلا أدري إن كانت تلك قد الاتهامات جاءت على لسان «الزعيمي» أم على لسان جهات أخرى، وهي على كل حال اتهامات لا يمكن أن تأتي على لسان المتهم الزعيمي لسبب بسيط هو أنه لا علاقة لي به ولا علاقة له بي.
تحدثت عن مؤامرة لإقصائك سياسيا ومحاولة استغلالك لتطويع الريفيين؟ فعن أي استغلال تتحدث؟ وأي ريفيين ؟ هل الأمر يتعلق بحركة بعينها ؟
فعلا تحدثت عن مؤامرة إقصائي سياسيا، لكن لم أتحدث عن محاولة جهة ما استغلالي لتطويع المنطقة! … لا أدري من أين جئت بهذا وعلى أي مصدر استندت؟ … سبق أن قلت إن هناك مؤامرة لإقصائي ولنفيي من الريف لتنفيذ برنامج خفي يرمي إلى تطويع منطة الريف… هذا كل شيء.
ماذا حدث بعد عودتك إلى المغرب في مارس الماضي وبأي طريقة غادرت التراب الوطني؟ وما حقيقة ما جرى لك في ليلة 20 و 21 مارس، التي أسميتها بــ «الليلة السوداء»؟
ما جرى في ليلة 20 /21 مارس كان تهديدا واضحا لتصفيتي جسديا إذا لم أتخل عن مجموعة من الأنشطة في الريف. أما التفاصيل فسأعلن عنها في مناسبة أخرى.
هل يتعلق الأمر بعملية فرار وممن؟ ومن هم الأشخاص الذين قلت إنهم «أفلحوا في إبعادك جسديا عن المغرب والريف»؟
خرجت من المغرب يوم 21 مارس(2010) عبر ميناء طنجة، ويمكن وصف ذلك بشبه فرار، لأن التهديدات لم تكن عادية، فقد كانت في البداية على شكل «مفاوضات» لتنتهي في مرحلة أخرى بالتعليمات. والأشخاص الذين هددوني ليلة 21/20 مارس كانوا ينفذون أوامر جهة معينة.