المغرب يتقدم بأول مقترح يهم مؤتمر التغيرات المناخية بمراكش
قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب نزار بركة أمس الخميس بالرباط ، إن المغرب يقترح إحداث شباك وحيد لتعبئة التمويلات الخاصة بالمناخ وتسريع الحصول على هذه التمويلات من أجل المشاريع القابلة للتمويل، خاصة في البلدان النامية. وأضاف بركة، على هامش فعاليات -المنتدى الاول من اجل المناخ- المنعقد أمس الخميس بالرباط ، أن المغرب يقترح وضع أرضية الكترونية “التمويل عبر مسار سريع”، وهو نوع من الشباك الوحيد الذي سيمكن كل البلدان من الاطلاع على مختلف التمويلات الموجودة ، ومعايير الاستحقاق وإمكانيات الحصول على القروض. وسيتم إحداث هذا الشباك عبر إنشاء خريطة للفاعلين في التمويل المناخي، وتعبئة الفاعلين من أجل تقديم المساعدة التقنية لوضع المشاريع الخاضعة للتمويل، وتطوير شبكة للفاعلين في التمويلات الخاصة بالمناخ، الشركاء في المبادرة من أجل تفعيل هذه المسار السريع. ويهدف المنتدى العالمي الأول للتحالفات والائتلافات حول المناخ، الذي ينظمه المغرب بتعاون مع شركائه في أجندة العمل- ، والأمين العام للأمم المتحدة، والاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، فضلا عن مشاركة البيرو، وضع الأسس لتنظيم الحدث الرفيع المستوى حول المبادرات بشأن المناخ، المرتقب خلال كوب 22 بمراكش. ويشكل هذا الحدث فرصة لتعزيز تنسيق العمل حول المناخ بين التحالفات والائتلافات وتشجيع ظهور مبادرات طوعية جديدة.كما شكل المنتدى أيضا فرصة مثالية للتحالفات لمناقشة، على أساس قطاعي، تنفيذ مخططات عملها بمراكش، وتدارس آفاق التعاون الممكنة. وتشكل عبر العالم اكثر من 70 من التحالفات بينها تحالف الكربون، إضافة إلى تحالف تمويل المشاريع المناخية.
وقال كارلوس دي فريتاس المسؤول في الصندوق العالمي لتنمية المدن خلال مشاركته أمس في أشغال المنتدى بالرباط “هناك الآن الكثير من البنية التحتية التي يجب تجديدها لتتكيف مع تغير المناخ، وهناك بنية تحتية جديدة ضرورية يجب توفيرها، وكل هذا يحتاج تمويلات ضخمة”. وتستمر اعمال المنتدى حتى مساء اليوم الجمعة، حيث ستركز على تحديد خارطة طريق عملية يتم اتباعها لتحسين المساهمات الوطنية لكل بلد في خفض انبعاثات الغاز الدفيئة، اضافة إلى تحديد طريقة مساهمة الائتلافات والتحالفات في تحديد أجندة العمل الخاصة بقمة المناخ الـ22 في مراكش
. – وقال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي ورئيس قمة المناخ الـ22 المرتقبة في مراكش بين 7 و18 نوفمبر المقبل، “انه اجتماع مهم تحضيرا لقمة المناخ ال22، وكذلك تحضيرا للقاء التحالفات والائتلافات خلال القمة”. واضاف “كما أنه فرصة لتسريع الالتزامات حسبما سيتم تحديده مع الفاعلين غير الرسميين”.
وأوضح مزوار، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أن “التزامات المغرب أعلن عنها الملك محمد السادس خلال مؤتمر الأمم المتحدة 21 حول التغيرات المناخية (كوب 21). هذا الالتزام وهذا العزم وهذه المسيرة نحو التنمية المستدامة تجعل من المغرب قطبا ذا مصداقية بالنسبة لكوب 22، الذي يعتبر موعدا ذا أهمية قصوى”. وجدد مزوار تأكيد عزم المغرب وإرادته جعل مؤتمر كوب 22 المرتقب في مراكش في نوفمبر المقبل، قمة لمواصلة العمل بعد الالتزامات التي تضمنها اتفاق باريس. وقال: “ان طموحنا يتمثل في تسريع هذه الدينامية من خلال عمل طوعي قوي ومتواصل في إطار الاشتغال على المناخ”، داعيا التحالفات والتجمعات إلى مزيد من التعبئة ومضاعفة الجهود والاضطلاع بدور محوري في تحقيق الأهداف المرجوة. وشدد مزوار على أن “العمل من أجل المناخ لا تنخرط فيه اليوم الدول وحدها، ولكن مجموع الفاعلين من مختلف التوجهات والقطاع الخاص وعالم المال والأعمال والمدن والجهات والمجتمع المدني”، مؤكدا على أن مسعى الانفتاح هذا تم تعزيزه بشكل كبير خلال مؤتمر كوب 21، ويتعزز أكثر بالرئاسة المغربية لكوب 22. وأوضح أن ما تم تحقيقه حتى الآن مكن من تعبئة غير مسبوقة بأزيد من 70 مبادرة مهيكلة تشرك أزيد من 10 آلاف فاعل في 80 بلدا، من بينهم 7 آلاف بلدية ، والف مقاولة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني”. ويندرج تنظيم هذا المنتدى الأول ضمن استمرارية هذه المبادرات التي تروم جمع التحالفات والتجمعات وتعزيز تنسيق العمل حول المناخ وتشجيع بروز مبادرات طوعية جديدة وفتح النقاش بين مختلف الأطراف حول سبل تعزيز الروابط بين مخططات العمل الوطنية.