مؤثر… قصة محمد بورمضان، حين تتفوق الإعاقة على الإجازة، وتمنع الوظيفة
كمال اشكيكة
تتداول صفحات مواقع التواصل الإجتماعي قصة شاب مغربي، من مواليد سنة 1991، من ذوي الإحتياجات الخاصة. يحكي عن المعاناة التي يكابدها بسبب الإعاقة، وفي غياب إرادة حقيقية للدولة، من أجل إدماج هذه الحالات في سوق الشغل، وضمان عمل يغنيهم عن مد اليد للاخرين، أو الإتكال على الغير. فمحمد بورمضان، وحسب قصته التي أحب أن يشاركها مع رواد مواقع التواصل الإجتماعي، د اعيا إياهم مشاركتها على صفحاتهم الخاصة… حاصل على إجازة مهنية في تسيير المؤسسات ذات الطابع الإجتماعي، سنة 2013 من كلية الحقوق بمكناس، بميزة حسن.
إلا أنه وحين كان يرسل طلباته لمباريات العمل التي تمكنه شهادته من إجتيازها، اي الدرجة الثالثة، كان لا يتلقى عنها أي رد. ليوجه نظره فيما بعد، إلى مباريات الولوج للمراكز الجهوية للتربية والتكوين، وبعد اجتيازه للاختبار الكتابي سنة 2014، ومروره للاختبار الشفوي، تلقى الصفعة الأولى، حيث كان سبب فشله هو إعاقته، وعدم ملائمتها لمهنة التعليم. إلا أنه وبعد تغيير شروط ولوج هذه المراكز في السنة الموالية، لم يفقد الأمل، وأعاد الكرة، ليتم قبوله، حيث حصل على شهادة التأهيل التربوي بميزة حسن.
ثم إجتاز مباراة التوظيف، ونجح في شقها الكتابي، إلا أنه اصطدم من جديد بنفس العقبة، خلال الإمتحان الشفوي. ليجد نفسه راسبا مرتين لنفس السبب، والذي لم يكن إلا الإعاقة!.
وهو ما اعتبره محمد، اجحافا وتعسفا لحقه في ولوج الوظيفة العمومية، كأي مغربي مؤهل معرفيا لذلك. متسائلا عن النسب المئوية التي تتحدث عنها القوانين، والضامنة لولوج ذوي الإحتياجات الخاصة للوظيفة العمومية، وملائمة شروط العمل مع قدراتهم الصحية والبدنية…
ويبقى محمد، حالة من بين المئات، إن لم نقل الالاف، والذين يجدون أنفسهم عرضة للضياع والتشرد . رغم ما حققوه طول مسيرتهم التعليمية. في غياب إرادة حقيقية للسلطات المعنية بهذه الفئة، من أجل ادماجها في سوق الشغل.