كمال أشكيكة يكتب : أحلام مجهضة

 كمال اشكيكة

قد تتمكنون من إجهاض أحلامنا، بقوانينكم المستبدة، وتفكرون في سجن أجسادنا ظنا منكم أنكم ستمنعوننا من الحلم. لكن عقولنا ستظل حرة، وتسافر بعيدا عن زنازنكم المظلمة، قد تتجاوز الحدود التي رسمتموها لها، دون أن تطلب إذنكم، أو تنتظر تأشيركم على موافقة السفر، قد تتجاوز كل توقعاتكم وتحلق في أعالي الفضاء دون الحاجة إلى طائراتكم المتهالكة.

لقد بدأتم تحاصروننا، وتبررون ذلك بالمحافظة على الأمن الجماعي، ونحن نعلم أنكم لا تقومون بذلك إلا خوفا عن امبراطورياتكم الافتراضية التي شيدتموها على أجساد ابائنا وأجسادنا من الإنهيار. تسرقون أحلامنا، ثم تسقلونها، وتشذبونها لتتناسب مع استبدادكم وجبروتكم، فترجعونها إلينا وتنتظرون أن نشكر كرمكم. تهربون ثرواتنا خارج الحدود، ثم تصفقون لأنفسكم أنتم وزبانيتكم، وتدعوننا للتصفيق لكم تشجيعا على انجازاتكم، وتدعوننا لتقدير ما قمتم به. تظنون أننا أغبياء، وأننا مجرد قطيع في مزارعكم الواسعة. تدفعوننا لبناء السجون، ثم تلقون بنا داخل غياهب زنازنها. تجعلون منا أدرع لحماية حكمكم، وتدعون أنكم تحمون وطننا. تخونون الوطن، وتسرقون خيراته، تعطوننا حقوقا ثم تعودون لتسلبوها منا، وتقولون أننا لم نحسن استغلالها…

جعلتموننا نحلم، ونكثر من الأحلام، ثم نطلق عنان أحلامنا لتتبخر في السماء، أو نجعل منها مراكب تتوه وسط البحار، نتفرج عنها وهي تتلاشى بين الأمواج… نقوم بكل ذلك ونحن نأمل بغد أفضل، تشرق شمسه على أرض خصبة للأحلام ونستنشق معه أوكسيجين الحرية، الخالي من الإستعباد والاستبداد. سنظل نحلم ونحلم ونحلم، وستظلون تجهضون أحلامنا، لكنكم لن تستطيعوا أن تصيبوا رحم عقولنا بالعقم.