سليمة الجوري تكتب : حكومة مدهونة بالسمن خير من حكومة مدهونة بالمايونيز
سليمة الجوري
حينما واكبت سير الحملة الإنتخابية الأخيرة لحزب المصباح من موقعي كصحفية تشتغل بمراكش أدركت من الوهلة الأولى أن البيجيدي سيفوز على منافسيه بدون أي صعوبة تذكر. إستنتاجي المتواضع هذا جاء نتيجة نشأتي في حي أصيل من أحياء المدينة حيث يميل المراكشيون والمغاربة عامة نحو المنتوجات المحلية الأصيلة التي تحيي فينا الإحساس بالإنتماء لوطن مجيد تضرب فيه الأصالة موعدا داخل حياتنا اليومية
وتذكرت تجربة مهندس مغربي يقطن في مراكش قرر في نهاية سنة 2010 فتح محلات لبيع المأكولات الخفيفة بشكل معاصر متخصصة في بيع “الكفتة ” للقضاء على منافسيه الذين إنتشروا في كافة أرجاء المدينة متخصصين في بيع سندويتشات الكفتة المدهونة بالسمن التي كانت تلقى رواجا ويزداد عليها الطلب يوما بعد يوم
المهندس كان يعتقد جازما أنذاك أن فكرة تقديم سندويتشات الكفتة مدهونة بالمايونيز ستحدث ثورة في مراكش وستلقى رواجا ظنا منه أن المراكشيين أصابهم الملل من الكفتة بالسمن لكن بعد إفتتاح المحل الأول بحي الداوديات وتنصيب لافتات كبيرة مكتوب عليها “هنا الكفتة بالمايونيز ” حضر أصدقاء المهندس وذويه وأكلو الكفتة بالمايونيز وهم يترددون تباعا على المحل
في الأيام الموالية بات واضحا أن الكفتة بالمايونيز لم تلقى جوابا وأ ن أكثر من طلبوا المايونيز كانوا من عشاق البطاطس المقلية وإتضح بالملموس أن الفكرة خاطئة من أصلها ولا تستند على أية معرفة بخصوصيات المغاربة
هذه التجربة وإن كانت قصيرة إلا أنها تعكس بالفعل ما وقع خلال الإنتخابات الأخيرة التي أفضت وبدون منازع إلى أن المغاربة الذين يتقدمون للتصويت خلال الإنتخابات يفضلون دوما وأبدا كل ما هو مغربي مائة في المائة ولا يمكن أن يغيروا أرائهم وإختياراتهم المحافظة وسيميلون دوما إلى حكومة مدهونة بالسمن على حكومة مدهونة بالمايونيز