تأسيس “دار المناخ لجهة مراكش اسفي”
في ظل الدينامية التي اصبح يعرفها المجتمع الدولي في مواجهة مخاطر و تحديات التغيرات المناخية و ارساء نظام مناخي عالمي جديد تضامني و طموح اثر انعقاد مؤتمر باريس 2015، أصبح لزاما تعزيز الوعي المحلي للانخراط الترابي في مواجهة التغيرات المناخية و تبني برامج للتخفيف و للتأقلم مع الوضع الجديد.
كما ان جهة مراكش اسفي ومن خلالها دار المنتخب واعية كل الوعي بالمسؤولية الملقاة على الجماعات الترابية، إذ تستحضر المسؤوليات التي تقع على عاتقها بناء على الدستور و باقي القوانين ذات الصلة و انطلاقا من الالتزامات الدولية لبلادنا و بالنظر الى الادوار التي تلعبها في مجال التخطيط و التدبير المحلي و منها التهيئة المجالية و التعمير والطاقة والنقل و تدبير المياه والنفايات و الفلاحة و الغابات والشواطئ و غيرها، مما يجعل منها فاعلا أساسيا في مجال المحافظة على البيئة و حمايتها.
وتزامنا مع استعداد المغرب لاستضافة الدورة 22 لمؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية بمراكش في نونبر 2016 2016 ، باتت المسؤولية أكبر على جميع الفاعلين من مؤسسات حكومية وهيئات منتخبة و مجتمع مدني و قطاع خاص، وأصبح التحدي يحمل بعداً أوسع.
وجهة مراكش آسفي باعتبارها المستضيفة لهذه التظاهرة الدولية، و في اطار الاستعدادات، فإنها قامت عبر مؤسسة دار المنتخب ببرمجة عدة انشطة و مبادرات بهدف تعبئة وتعزيز قدرات الفعاليات المحلية والجهوية و الوطنية، و ذلك باعتماد منهجية تشاركية.
وتعتبر الدورات التكوينية في موضوع المبادرات الترابية في التغيرات المناخية لفائدة منتخبات و منتخبي الجماعات الترابية على صعيد عمالة واقاليم الجهة و التي نظمتها دار المنتخب بمراكش بتعاون مؤسسة كونراد ادناور من بين أهم هذه المبادرات، و استكمالا لهذا البرنامج و الاستعداد لمشاركة فعالة لجهة مراكش أسفي لمؤتمر الاطراف 22 نظمت دار المنتخب بمراكش و بتعاون مؤسسة كونراد ادناور طيلة يومي 19 و 20 شتنبر 2016 دورة تشاورية حول: “اليات التعبئة وتقوية القدرات الترابية في مجال التغيرات المناخية” ومبادرة وضع “ميثاق المناخ لجهة مراكش اسفي” و تأسيس “دار المناخ لجهة مراكش اسفي” . بتاطير من الخبير الدولي المغربي في مجال البيئة و التغيرات المناخية الاستاذ سعيد شاكري. و بمشاركة ممثلي الاحزاب السياسية جهويا. المديرية الجهوية للبيئة، اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ،فاعلين جمعويين والطلبة الباحثين.
و تهدف دار المنتخب وبشكل تشاركي، من هذه الدورة بالأساس الى :
تعبئة وتعزيز وتقوية قدرات الفاعلين المحليين بأهمية نشر الوعي البيئي والآثار المترتبة عن التغيرات المناخية في الجماعات الترابية لجهة مراكش اسفي.
بلورة ميثاق المناخ لجهة مراكش اسفي
خلق دار المناخ لجهة مراكش اسفي
و قد عرفت جهة مراكش اسفي تقدما مضطردا في عدة مجلات اقتصادية ، و في المقابل أصبحت تشكل آثار التغيرات المناخية حاجزا دون تحقيق التنمية الحقيقية لها ( نموذج مراكش ثالث اكثر تلوثا الهواء بالمغرب ) حيث أصبح لزاما على ساكنتها، والفاعلين المدنيين والسياسيين والاقتصاديين، العمل من خلال مقاربة تشاركية على وضع ميثاق جهوي للمناخ يضمن انخراط الجماعات الترابية في المحافظة على الثروات الطبيعية و ايجاد حلول لحماية البيئة و المناخ و يجسد الاعتناء بالإنسان باعتباره قيمة محورية لأي تنمية مندمجة.
كما ستشكل مبادرة دار المناخ بالجهة فضاء متخصصا لدعم قدرات المنتخبين والمنتخبات و فعاليات المجتمع المدني و القطاعات الحكومية و الخاصة في مجال التغيرات المناخية و ستعنى بتنزيل و تفعيل وتتبع وتقييم وتعديل مقتضيات ميثاق المناخ لجهة مراكش اسفي.