خبراء يبحثون بالرباط سبل تعزيز الحياة المدرسية وجعلها في صلب الممارسات التربوية
سلط مشاركون في مائدة مستديرة، نظمت اليوم الأربعاء بالرباط، الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن تضلع به الحياة المدرسية في تحسين جاذبية المؤسسات التعليمية، وكذا تعزيز وظائفها وجعلها في صلب الممارسات التربوية.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته مؤسسة زاكورة بالتعاون مع كلية علوم التربية ومنظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والحوار والتنمية حول موضوع “الحياة المدرسية: جاذبية المؤسسات التعليمية والتعلم الممتع”، أن هذه الآلية تمكن من رفع تحديات صعوبات التعلم عند المتعلمين المتعثرين في المواد الدراسية، وفتح آفاق التعلمات القيمية والأخلاقية والفنية والرياضية والبيئية والتربية على المواطنة الإيجابية.
وأضافوا أن من شأن الحياة المدرسية تفعيل المقاربة التربوية المؤسساتية لمحاربة العنف المدرسي بكل أشكاله وأسبابه، مؤكدين على الدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه الآلية في فتح فعاليات التربية المدرسية على مستوى التكامل مع جمعيات المجتمع المدني من أجل الرفع من درجات الانخراط الجماعي والعمل التكاملي بين كل المتدخلين في تقديم عرض تربوي فعال وناجح.
وفي مداخلة له، اعتبر عميد كلية علوم التربية، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد اللطيف كداي، أنه من المهم جدا أن تلتقي الجمعيات التي تشتغل في مجال التربية للنقاش حول المدرسة المغربية باعتبارها قضية محورية، مؤكدا أن هذا اللقاء يعد فرصة لفتح بوابة للتفكير المشترك بخصوص موضوع الحياة المدرسية.
وفي هذا الإطار، أكد السيد كداي أن المدرسة المغربية بحاجة إلى نهضة تربوية حقيقية، مشيرا إلى أن اللقاء مناسبة للنقاش حول سبل تحسين جاذبية المدرسة من أجل أن تكون حاضنة للتلاميذ.
ودعا المشاركون إلى الخروج بتوصيات تحدد ما يجب القيام به جماعيا، باعتبار أن الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والجامعية والمجتمع المدني ضرورية لإيجاد السبل لانخراط الطلبة والباحثين في المشاريع التربوية الممكنة، خاصة تلك التي تؤرق العمل التربوي والعاملين في الميدان.
ومن جانبه، ذكر المفتش العام للشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فؤاد شفيقي، بنماذج من أزمنة الحياة المدرسية حسب أنظمة تعليمية مختلفة، وحدد عددا من النقاط التي يجب اعتمادها من أجل تعزيز وظائف الحياة المدرسية على مستوى المنظومة التعليمية المغربية.
وفي هذا الصدد، تحدث السيد شفيقي عن ثلاثة ركائز محورية يجب إرساؤها من أجل بلوغ حياة مدرسية “مفعمة بالحياة”، أولها أن يكون للأنشطة غير الصفية موقع في الزمن الدراسي للمتعلم، وأيضا ضرورة التوفر على كوادر يمكنها تنشيط هذه الأنشطة، ثم تحفيز عزيمة التلميذ من أجل الانخراط فيها عبر مجازاته عليها.
كما ذكر بعمل الوزارة المعنية في هذا الإطار من خلال العمل على تطوير وتنزيل أنشطة الحياة المدرسية بتشجيع الأنشطة الموازية عبر عدد من الإجراءاتمنها فتح الباب للجمعيات المهنية الثقافية والفنية لتدخل كشريكة في مسؤولية التنشيط داخل المؤسسات التعليمية.
وفي مداخلة مماثلة، تطرق رئيس منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والحوار والتنمية، مصطفى الزباخ، إلى مفهوم التربية وقيمها، مؤكدا أن التربية بحاجة الى تحصين ذاتيتها وتحقيق جودتها، وكذا إلى رؤية تحررها من أي سلطة أو هيمنة وتحقق سيادتها.
واعتبر أن غاية التربية بالنسبة له ليست مختزلة في المهارات والمعارف والتقنيات التربوية بل هي مشروع اجتماعي وتنموي وحضاري.
من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة زاكورة، محمد الزعري، حرص المؤسسة منذ تأسيسها، وفي تناغم تام مع الاستراتيجيات التي صاغتها وزارة التربية الوطنية، على تبني واعتماد الابتكار في صياغة جميع برامجها، التي تضع الطفل والتلميذ في صلب اهتمامها، وذلك استنادا على مجموعة من التجارب سواء على المستوى الدولي أو الوطني واعتمادا على تجارب مؤسسة زاكورة الميدانية.
وأكد في نفس الإطار، حرص المؤسسة على عقد هذا اللقاء، الذي يأتي في إطار اتفاقية شراكة مع كلية علوم التربية، حول موضوع الحياة المدرسية كتتويج لعملها على مدى 27 سنة، والذي تولي من خلاله أهمية بالغة للحياة المدرسية في سبيل تأطير الوقت الثالث لدى التلاميذ.
وأعرب عن أمله في أن تكون هذه المائدة المستديرة فرصة للتفكير الجماعي من أجل الخروج بتوصيات ومقترحات تخول جميع الفاعلين من تطوير وتجويد عملهم الميداني لإحداث حداث تغيير لدى الطفل ومحاولة المساهمة في تعزيز جاذبية المدرسة العمومية المغربية، داعيا أيضا جميع الفاعلين إلى جعل اللقاء فرصة لتبادل الرؤى والتصورات والبرامج والمقترحات وتقاسم التجارب المنجزة وتحديد ما يمكن تطويره في المستقبل خدمة للمدرسة المغربية.
وتهدف هذه المائدة المستديرة إلى تعميق الأسئلة العلمية التحليلية للوظائف الاستراتيجية للحياة المدرسية كمقاربات ترفع من جودة العرض التربوي للمؤسسة المدرسية وتحقق رهاناتها القصوى، كما تروم تقديم فرضيات الحلول من أجل جعل أنشطة الحياة المدرسية في قلب الممارسات التربوية والتعليمية..
و م ع