مراكش: أربعة أسماء من جيل جديد للسينما المغربية ينشد الكونية بمحكيات محلية
هم أربعة مخرجين شباب ممن يساهمون في تحقيق تراكم كمي ونوعي لجيل جديد في السينما المغربية، قاسمهم المشترك تطلع الى الكونية بمحكيات محلية.
ياسمين بنكيران، علاء الدين الجم، كمال لزرق واسماعيل العراقي، حلوا، اليوم الجمعة، ضيوفا على فقرة “حوارات” في إطار الدورة 21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في لقاء نشطه الناقد الفرنسي شارل تيسون، وخيمت عليه أسئلة الهوية وحوار الأجيال في السينما المغربية وإشكالية النوع الفيلمي.
يشترك المخرجون الأربعة في أنهم حققوا التميز وسافروا عبر كبريات المهرجانات الدولية انطلاقا من أعمالهم الأولى، مما يكرس مواهب واعدة بالكثير مستقبلا. وقد قدمهم الناقد تيسون بكونهم تجسيدا لجيل يتجاوز من حيث القضايا والأنواع مرحلة الواقعية الاجتماعية والسياسية.
وأتاح اللقاء استكشاف المجال الخاص لهؤلاء المخرجين، والاطلاع على أدواتهم ومنهجهم في تحضير وتنفيذ المشاريع، وموقعهم ضمن تيارات السينما المغربية، انطلاقا من مقاطع لأفلامهم “ملكات” لياسمين بنكيران، “سيد المجهول” لعلاء الدين الجم، “عصابات” كمال لزرق و “زنقة كونطاكت” لاسماعيل العراقي.
وقالت بنكيران إن مسلسل صناعة المشروع السينمائي لا يبدأ بموضوع محدد يشغل بالها، بل بصور متداعية تسكنها، أو محكيات تداعب خيالها، على غرار تجربتها في فيلم “ملكات” حيث كانت مشدودة الى فكرة تصوير حركة الشاحنات على الطرق المغربية. وأوضحت أن المغرب يظل مكان حلمها ومتخيلها السينمائي، وطفولتها الملهمة الزاخرة بالصور والمشاهد الحية.
وتحدث علاء الدين الجم عن النزعة الكوميدية التي تخللت مقاربته لفيلم “سيد المجهول” معتبرا أن الكوميديا بخفتها ورشاقة سردها تمنح حرية أكبر في معالجة مواضيع معقدة، خصوصا في مجتمع تتجاذبه قيم التقاليد والحداثة. وقال إن الجيل الذي ينتمي اليه غير معني بإحداث قطيعة مع أجيال الرواد، ولكنه يبحث عن صوته الخاص، ويرغب في انجاز الأفلام التي افتقدها كمشاهد في السينما العربية ككل.
ومن خلال “عصابات”، استعرض كمال لزرق تجربته في إدارة ممثلين غير محترفين يستدعون تجربتهم العنيفة في الحياة لإضفاء قوة وعمق على فيلم يصور ليل الدار البيضاء. وأضاف أن الليل وقت مناسب لولوج عالم الفانتاستيك والكوابيس السوداء.
أما اسماعيل العراقي فأشار، على خلفية فيلمه “زنقة كونطاكت” الى انجذابه الى لعبة القفز بين الأجناس، وبلورة مزيج من الأنواع، يحضر فيه الويسترن والكوميديا وأنواع أخرى.
وتقاطعت مداخلات السينمائيين الشباب عند التأكيد على إرادة في تجريب أساليب شخصية متميزة في السرد وزوايا المعالجة تغني الذاكرة البصرية المغربية وتحملها الى آفاق جديدة لكن دون الاستجابة لانتظارات غربية اعتادت تنميط رؤيتها لبلدان الجنوب وقضايا مجتمعاتها.
يذكر أن ياسمين بنكيران أخرجت سنة 2018 الفيلم القصير “ساعة فصل الشتاء”، الذي شارك في العديد من المهرجانات منها مهرجان طنجة الدولي ومهرجان تروفيل للفيلم القصير. وتم عرض فيلمها الطويل الأول “ملكات” (2022)، الذي استفاد من دعم ورشات الأطلس، لأول مرة عالميا، في مهرجان البندقية قبل أن يعرض في مهرجان مراكش.
أما علاء الدين الجم فقام بإخراج وإنتاج العديد من الأفلام التي تم اختيارها في العديد من المهرجانات عبر العالم. واختارته مجلة Screen International ضمن خمسة نجوم صاعدين في العالم العربي. وسنة 2019، أخرج فيلم “سيد المجهول”، الذي شارك في مسابقة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان وكذلك في مهرجان مراكش.
ومن جانبه، أخرج إسماعيل العراقي فيلمه الطويل الأول “زنقة كونطاكت” الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي 2020، وحصل على جائزة ليون أوريزونتي لأفضل ممثلة.
وبرز كمال الأزرق بفيلمه القصير الأول “دراري” (2011) الذي حاز الجائزة الثانية لمسابقة “سينيفونداسيون” لأفلام الطلبة بمهرجان كان، والجائزة الكبرى للفيلم القصير بمهرجان بيلفور بفرنسا. وأخرج سنة 2013 الفيلم القصير “مول الكلب”. وفاز فيلمه الطويل الأول “عصابات” (2023) بجائزة لجنة التحكيم في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان، وجائزة لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
و م ع