دعوات الصناع التقليديين تصيب الكوكب المراكشي وتبعده عن قلوب بهجاوة
عبد الحميد زويتة
شكل إنتماء الصناع التقليديين لجماهير فريق الكوكب المراكشي مفخرة جماعية وكانت هذه الشريحة العريضة التي تؤمن بالله والوطن والملك والكوكب المراكشي تخصص ساعات مهمة من وقتها للدعاء بفوز فارس النخيل في المساجد و في محلات الصناعة وحتى في محلات بيع الزرابي والأقمشة والجلباب قبل كل مواجهة و بعد إنتهاء المباريات كان الصناع التقليديون يجتمعون في خرجات إحتفالية فرحين بإستجابة الدعاء وبإنتصار الكوكب وفي اليوم الموالي تعم البشاشة على الوجوه وتنعكس نتيجة المباريات على المعاملات اليومية بشكل إيجابي
لكن في السنوات الخمسة الأخيرة إختفى التيمن بإنتصار الكوكب المراكشي وإختفى معه الصناع التقليديون من المدرجات بل يمكن القول أن جماهير الكوكب لم يعد بها ولا صانع تقليدي واحد وإختفت أيضا تلك الدعوات والإبتهالات الجماعية التي كان يفتحها صانعو “البلغة ” والقفاطنية ” والخياطة ” و “المراية” و” الدرازة” و رواد الصناعات التقليدية الأخرى
الإدارة الحالية لفريق الكوكب المراكشي أظهرت عبر تصريحات مسؤوليها أنها تهمل الجانب المعنوي والركيزة الأساسية التي كانت حجرة الاساس لتأسيس الفريق وهي قلوب بهجاوة وتشبتهم بفريقهم لأن إنتصاره وبقائه ضمن لائحة المنافسين على لقب البطولة كان يعطينا إحساسا بأننا الأفضل حتى وإن لم نفز بالبطولة دوما لكن فريقنا يشكل رعبا حقيقيا وفريقا لا يقهر ويتمتع لاعبوه بمهارات فردية هي الأروع على المستوى الوطني
ولعل واحد من أهم الأسباب التي كانت وراء إبتعاد الصنايعية عن تشجيع الفريق هي أن رائحة الصنعة إختفت من الفريق وأصبحنا نشاهد فريقا يلعب من أجل الفوز بأشياء لا نعرفها منذ قرابة 23 سنة وهو ما لا يتجاوب مع طموجات الصنايعية الذين كان يشكل فريق الكوكب متنفسهم الوحيد وكان المتعلمين يعرفون أن المعلم سيمنحهم 10 دراهم إضافية عند نهاية كل أسبوع لتشجيع الفريق بملعب الحارثي
خلاصة القول الصورة التي أصبح عليها فريق الكوكب المراكشي لا تمثل بتاتا تطلعات بهجاوة ليس فقط في ما يخص الإنتصارات ولكن في صنعة الرجلين لأن المراكشيين كانوا يطلقون إسم ” الصنايعي ” أو “رقايقي” على لاعبين مثل “الطاهر الخلج ” أحمد البهجة ” “هشام الدميعي” وكانت وحدها هذه الألقاب تمنح الثقة لأغلب المراكشيين وتجعلهم عند كل صلاة جمعة يدعون بإنتصار كافة الصنايعية والرقايقية وإستجاب الله الدعاء بفوز كل الصنايعية المراكشيين في السنوات الأخيرة حيث أصبحت مراكش مدينة عالمية يشهد لها الكل بريادتها العالمية وتحسنت أحوال المنتوجات التقليدية بشكل كبير إلا أحوال فريق الكوكب المراكشي لأن الله وحده يعلم أن طاقم فريق الكوكب المراكشي لا يضم أي صنايعي أو رقايقي