الرئيسية » 24 ساعة » هذا ما إعترف به قاتل فتاة القطار للشرطة القضائية لمراكش خلال التحقيق معه بسلا

هذا ما إعترف به قاتل فتاة القطار للشرطة القضائية لمراكش خلال التحقيق معه بسلا

من المرجح أن تتابع النيّابة العامة المتهم، وهو من مواليد سنة 1979، بجناية “القتل العمد المقترنة بظرفي تشديد متعلقين بسبق الإصرار والترصد والتمثيل بجثة الضحية”، البالغة من العمر 33 سنة.

حقيبة سفر الجريمة المرعبة، التي وقعت في مدينة سلا، من المرجح أن تنتهي الشرطة القضائية، بالرباط من الإشراف على إعادة تمثليها، مساء اليوم الأحد.

وتم اكتشاف هذه الجريمة، في حدود الساعة 11 من صباح أول أمس الجمعة، في محطة القطار في مراكش، فبعد حوالي نصف من ساعة من وصول القطار القادم من فاس، والمنطلق منها في حدود الساعة الثانية صباحا، ارتابت العاملات المكلفات بالنظافة، والمستخدمات في شركة أوكل إليها المكتب الوطني للسكك الحديدية، مهمة تدبير قطاع النظافة بالقطارات، في أمر حقيبة سفر كبيرة من النوع المجرو،ر وقد تم التخلي عنها في إحدى المقطورات.

ولم يأتي على ذهن العاملات بأن الحقيبة المتخلى عنها تحوي “جسم” الجريمة المروعة، فقد اعتدن على العثور على حقائب منسية في القطارات، يقمن بإيداعها لدى المصلحة الخاصة قبل إرجاعها لأصحابها، ولكن بعد قيام إحدى العاملات بمعاينة أولى للحقيبة إثر فتحها، فوجئت بأنها تحتوى على أطراف مقطعة لجسم آدمي ملفوفة في كيس بلاستيكي، قبل أن يتم إخبار إدارة المحطة، التي ربطت الاتصال بالمصالح الأمنية بمراكش، التي حلت بمحطة القطار في حدود الساعة الثانية عشرة زوالا، لينطلق بحث أمني حثيث، قاد إلى الكشف عن ملابسات الجريمة في ظرف ساعات قليلة.

صاحب التريبورتور، المعاينة الأولى، التي قامت بها الشرطة القضائية للحقيبة، أظهرت بأنها تحتوي على خمسة أطراف آدمية، ويتعلق الأمر بالجذع والرجلين واليدين من دون كفين، قبل أن تباشر الشرطة العلمية أبحاثها تحرياتها الأولى التي كشفت بأن الجثة هي لجسم ضحية من جنس أنثى في عقدها الثالث، لتقوم بعد ذلك بأخذ البصمات وباقي الآثار من على الحقيبة وجسم الجريمة.

وعثرت المصالح الأمنية بالرباط، في اليوم نفسه، على أطراف أخرى تعود للجثة عينها في حاوية للقمامة بالقرب من نزهة حسان.

دقائق قليلة بعد الانتهاء من المعانتين الجنائية والعملية، للأطراف الخمسة المقطعة، تم إيداعها بمستودع الأموات بحي باب دكالة، توصل المحققون إلى بصمات يدوية وجينية للمتهم، الذي تمكنوا عبرها من تحديد هويته، حتى قبل الوصول إلى هوية الضحية.

ويتعلق الأمر بشخص في السابعة والثلاثين من عمره، يقطن بمدينة سلا، متزوج وأب لطفلين.

لم ينتظر رجال الأمن بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، بمراكش طويلا، فقد انتقلوا إلى مدينة سلا، حيث استمعوا هناك إلى زوجة المشتبه فيه المتواري عن الأنظار، التي أكدت لهم بأنه حاصل على دبلوم تقني في الكهرباء، واضطر، تحت ضغط الحاجة والبطالة، إلى اقتناء دراجة نارية ثلاثية العجلات (تريبورتور) ليزاول بواسطتها مهنة نقل البضائع والمسافرين، قبل أن تفجر في وجه المحققين مفاجأة من عيار ثقيل، متحدثة عن مشاكلها مع زوجها بسبب علاقة غير شرعية يربطها مع سيدة ثلاثينية، تعمل معيدة إدارية بمدرسة ابتدائية بالمدينة نفسها.

وأوضحت بأن زوجها يكتري منزلا يتخذه مكانا يلتقي فيه مع خليلته.

وبذلك، كشفت الزوجة الممتعضة من نزوات زوجها، عن العلاقة بين الجاني والضحية، وهي المعطيات التي استثمرها المحققون في تحرياتهم، إذ انتقلوا إلى المنزل الذي دلتهم على عنوانه، ليقوموا بتوقيف المتهم وإجراء تفتيش بالمنزل.

وهي العملية التي قادتهم إلى العثور بمجمد الثلاجة على باقي أطراف الجثة المقطوعة الموضوعة بالحقيبة المتخلى عنها بالقطار المتوقف بمحطة مراكش، ويتعلق الأمر بالرأس والكفين.

العملية الأخيرة أنهت مهمة المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، لتتكلف الشرطة القضائية بالرباط إنجاز البحث التمهيدي في الملف، وتم اقتياد الموقوف إلى مقرها بولاية أمن الرباط، وشُرع في الاستماع إليه في محضر رسمي، وتمّت مواجهته بالقرائن التي توصلت إليها التحقيقات الأمنية في مراكش والرباط.

ولم يصمد أمامها الجاني، لينهار ويعترف باقترافه للجريمة المروعة في حق خليلته المطلقة والأم لطفل واحد.

وأذهلت اعترافات المشتبه فيه المحققين، فقد روى كيف دخل في علاقة عاطفية مع الضحية لمدة خمس سنوات متواصلة، قبل أن تتطور خلافاته معها خلال لقاءاتهما الأخيرة، إلى نزاعات حادة، بسبب مطالبتها له بإبرام عقد الزواج بينهما، بسبب زعمها بحصول حمل ناتج عن علاقاتهما الجنسية ،وهو ما قال بأنه كان يرفضه لأنه غير متاح قانونيا لعدم قدرته على مواجهة زوجته الأولى بالأمر.

هذا، فضلا عمّا يتهدد حياته الزوجية من مشاكل، قبل أن يقرر التخلص من الخليلة.

وروى المتهم للمحققين تفاصيل اللحظات الأخيرة، من اقترافه للجريمة، موضحا بأنه التقى بالخليلة بالمنزل الذي يكتريه، بعيدا عن بيت الزوجية، ليلة الخميس ـ الجمعة، وطلب منها أن تكف عن مطالبته بالزواج منها، وهو ما رفضته، ليدخل معها في مشادات كلامية انتهت بتوجيهه طعنات قاتلة إليها، ليقوم بتقطيع جثتها، ويحتفظ بالرأس والكفين في الثلاجة، بينما لف خمسة أطراف منها في كيس بلاستيكي ووضعها في حقيبة سفر جرها كأي مسافر عادي.

وتوجه إلى محطة القريبة من منزله بسلا، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الفارط، ثم استقل القطار القادم من فاس ووضع الحقيبة في المقطورة، التي ظل بها إلى غاية محطة “الدار البيضاء المسافرين”، وغادرها، في غمرة اكتظاظ المسافرين الذي تعرفه هذه المحطة، تاركا جسم الجريمة، وراجعا إلى مدينته التي تخلص بإحدى حاويات الأزبال بها من جزء آخر من الجثة (جزء من الفخذ)، عازما على التخلص من باقي الأجزاء في غضون الأيام القليلة القادمة، قبل أن تنتهي مغامرته بفك الأمن للغز جريمة الجثة المقطعة، ويتم اعتقاله وتقديمه أمام النيّابة العامة.

اليوم24