حدائق مراكش… مساحات خضراء ، أم نقط سوداء؟
كمال أشكيكة
تعد الحدائق والعرصات من معالم مدينة النخيل، التي عرفت بها مدينة مراكش منذ القدم. والتي تعد المتنفس الرئيسي لساكنة هذه المدينة، خصوصا مع إرتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. حيث تخرج الأسر مساءا لتنعم بجو بارد بين أشجار هذه الحدائق، وليستمتع أطفالها باللعب رفقة أقرانهم. كما يتخد منها الطلبة خلال فترة الإمتحانات فضاءا مفتوحا يمكنه أن يساعد على الهدوء قبل الإمتحانات، بعيدا على جدران البيوت الضيقة.
لكن في هذه الآونة الأخيرة، أصبحت جل هذه الفضاءات الخضراء، ملاذا لمستعملي المخدرات بكافة أنواعها، وأصبح بعضها وكرا مفتوحا للدعارة، أو للشدود الجنسي، ومخبأ آمنا للصوص الذين يستغلون قلة الإنارة
ومع توالي هذه التصرفات، التي أصبحت جل حدائق المدينة الحمراء مسرحا لها، حرمت أسر كثيرة من الخروج لها، بل والمرور من قرب بعضها، إما خوفا من اللصوص، أو خجلا مما يقوم به العشاق والشواد. فعوض أن تلعب هذه الفضاءات، دورها الرئيسي كمتنفس للساكنة، أضحت نقطا سوداء ترهق الأمن، وتثير مخاوف السكان.