الربح من الأنترنت… حقيقة أم وهم؟!
كمال أشكيكة
لا زال الكثير من الناس يعتقدون أن أغنى الشركات هي تلك التي تشتغل في مجال الذهب أو البترول… إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما، فأكبر الشركات في العالم هي تلك التي يعرف جل رواد الانترنت اسمائها، كجوجل وفايسبوك وياهو… وغيرها من الشركات الاخرى التي تتاجر في التواصل والمعرفة. وقد طفى على السطح عبر هذه الشركات في الاونة الأخيرة نوع جديد من التجارة والعمل، وخلقت أبناك ذات رؤوس أموال مهمة عبر الأنترنت، واستثمرت الكثير من الأموال عبره.
وللعمل بالانترنت العديد من الوجوه، فهناك شركات تدفع مقابل النقر على الإعلانات، وهناك شركات تدفع مقابل مشاهدة الفيديوهات او سماع الموسيقى، أو وضع الإعجابات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، او لمجرد التسجيل بها باستعمال ايميلات وتفعيل التسجيل…
كما أن هناك شركات أخرى متخصصة في تداول العملات والأسهم، ويمكن عبرها الربح وأيضا الخسارة. فبإمكان الزبون وضع رأس مال حقيقي بحسابه عبر إحد البنوك الإفتراضية في الشركة واختيار الأسهم أو العملات التي يرغب في شرائها، فيما تتكلف هذه الشركات بشرائها نيابة عنه. ويقوم ببيعها حين يرتفع الثمن، فيضاعف أرباحه، كما يمكن في بعض الأحيان خسارة رأس ماله.
لكن وكما يعلم الجميع، فمن هذه الشركات هناك شركات ذات سمعة طيبة، وتدفع بالفعل مقابل ما يقوم به المشتركون بها من عمل. كما أن هناك شركات أخرى متخصصة في النصب على العملاء، بكثير من الطرق.
لقد أقبل العرب بصفة عامة والمغاربة بصفة خاصة على هذا النوع من العمل. إلا أن بعضهم يظن أن بإمكانه الربح عن طريق الأنترنت من دون عمل، ولا بذل أي جهد، وهي فكرة خاطئة. ففي الأنترنت، كما في الحياة العادية ليست هناك أي شركة ترمي أموالها دون أن تعود عليها بأرباح. فكل دولار تصرفه هذه الشركات يعود عليها بعشرات الدولارات. ففي الأنترنت لا شئ يقدم بالمجان، وإن لم تدفع مقابل خدمة معينة فاعلم أنك أنت هو المال. فمواقع التواصل الإجتماعي كالفايسبوك والتويتر والسناب شات… وغيرها من المواقع التي تتيح لك الفرصة للتواصل ومشاركة صورك وآرائك مع الآخرين فإنها تستفيد من كل ثانية تقضيها بالتصفح داخل منصاتها، وتربح إنطلاقا من ذلك المال، وتعرضك لزبنائها كرقم يمكنها من الفوز بصفقات الإشهار. وبالتالي فلا مجال للشك أن كل شئ في الأنترنت له هدف معين.
إن الأنترنت لا يوزع المال، بل هناك طرق للعمل عن طريقه، وجمع المال عبره. وهناك عدد كبير من الشباب ممن جعلوا من الانترنت عملا لهم، واستطاعوا بذلك ضمان دخل مهم. لكن هذا لا يأتي بسهولة كما يظن الكثيرون، ولا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة الكثير من العمل والصبر والكد وأياما متتالية من العمل والاجتهاد. كما أن جل من حققوا ذواتهم عبر العمل بالأنترنت قد تعرضوا للنصب من طرف المواقع الوهمية التي تستغلهم لمدة معينة ثم يكتشفون أنهم كانوا ضحية شركات نصابة. لكنهم لم يملوا وجاهدوا من أجل الوصول إلى ما وصلوا إليه بعد شهور أو سنوات من العمل والبحث والتعلم. وبالتالي فالربح من الأنترنت هو حقيقة مغلفة ببعض الوهم.