“رمزية الشاي” و الهوة الثقافية (الشعبية) بين المغرب و الإنجليز
عبد الله عزوزي
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُخسَف فيها بإعلامنا العمومي.. ليلة أمس تناهى إلى علمي دَوِيُّ انهيار في حي يسمى “ضيف الأولى” الذي بناه المسمى قيد إعلامه ب “التيجيني”..والذي أحضر أحد خبراء الديكور، و يدعى بنعزوز، لتفكيك أثاثه و إعادة بنائه و فق منطق “حداثي ديموقراطي”، كما هو مألوف عند كل المغاربة، و ذلك على المباشر..
لكن قبل أن أقول لكم أي شيء، دعوني أعترف لكم أن جزءً من عافيتي مَردُّه إلى أن طبيب المنطق و اللياقة الفكرية سبق له و أن منع علي منعا كليا الإقتراب من شيء إسمه دوزيم، أو المواد (القنوات) الجنيسة لها. لا شك أنني عملت بنصيحة الطبيب بالفطرة، و منذ نعومة أظافري..فحافظت على ذوقي و دافعت عن مناعتي (الداخلية)..و بقيت متشبتا بالأمل..لأن “الذوق السليم في الإبتعاد عن الإعلام الرديئ”..
على أَيٍّ، ليس هذا هو أهم شيء تودون معرفته .. فكثير منكم له علاقة ب 2m شبيهة بعلاقته بالشيطان.. يلعنه و يتبرأ منه ظهرا، ثم ما يلبث أن يجد نفسه جليسه حول نفس المائدة مساءً إلى أن يُسْرى به إلى فراش النوم .
بالأمس..تجليات الخسف كانت عديدة و لا مجال لحصرها.. لكن شغفي بالوقوف عند كل ما يجمع الثقافات أو يفرقها جعلني أقف طويلا عند تمثلات ضيف التيجيني عن “مشروب الشاي” و كيف استخف به و بشاربه عبد الإلاه بنكيران..بل بكل الشاربين على أنغام “وزيد سقيني يا الساقي و عمار لي الكاس ، حال الديموقراطية خلاني بلا نعاس..” !!
أود أن أقول أن الشاي له تاريخٌ و قيمةٌ متفردة في كل الثقافات.. ونحن في المغرب و إن حاولت ثقافتنا المغربية أن تحتفي بالشاي، كطقس و كفكرة، و ترقى به إلى درجة “البروبغاندا ” الثقافية خدمة للسياحة و للتميز المغربي، فإن محبة الأنجليز للشاي، مثلا، جعلته جزءً من عبارة مشهورة للدلالة على “الحُبِّ المطلق لشيء ما / شخص ما ” كقولهم مثلا إن “هذا الأمر هو كأس شايي “، أي أنه المفضل لدي.
بنعزوز يريد من المغاربة بأن يخرجوا من “الأصالة” ويقلبوا المعادلة، كما تم قلبها انتخابيا و إعلاميا، و ينتقلوا إلى “المعاصرة”، بالشروع في القول أن “هاينكر كأسي المفضلة”….