إنطلاق فعاليات الدورة 12 لمهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر بمراكش
إنطلقت مساء أمس الخميس ثاني مارس بمسرح دار الثقافة الدوديات بمراكش، فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر، بحضور نخبة من رجالات الثقافة و الفن و الإعلام من المغرب و خارجه.
هذا المهرجان الذي يستمر إلى غاية الحادي عشر من شهر مارس الحالي، يعتبر من التظاهرات الثقافية القليلة على المستويين العربي و الإفريقي التي تهتم بهذا النوع من الفنون، إذ يهدف إلى تقديم فن الرقص المعاصر إلى الجمهور من مغاربة و سياح، باعتباره فنا غنيا و متنوعا يحمل في عمقه الكثير من الرسائل الإنسانية.
التظاهرة التي يشارك فيها فنانون من ست عشر دولة من إفريقيا و أوروبا، تشكل فضاء لالتقاء عشاق هذا النوع من الفنون و نافذة للجمهور للتعرف عليه عن قرب، من خلال برمجة غنية و فنانين تم انتقاؤهم بطريقة احترافية تستجيب لكل الأذواق التي تعشق الرقص المعاصر.
المنظمون قرروا برمجة العروض بمجموعة من الأماكن بالمدينة الحمراء، كساحة جامع الفنا و مسرح دار الثقافة الدوديات و المعهد الفرنسي و المدرسة العليا للفنون البصرية و رياض 18 و دار بلاج، بهدف إشراك الجمهور و عشاق هذا الفن في فقرات المهرجان المتنوعة على نطاق واسع، و التي ستشمل إلى جانب العروض، دروسا في الماستر كلاس و ندوات و لقاءات بين الجمهور و الفنانين المشاركين من جهة، و بين الفنانين الهواة و نظرائهم المحترفين من جهة أخرى.
أهمية مهرجان “نمشي” للرقص المعاصر، حسب “توفيق أزديو” المدير الفني للمهرجان، تكمن في كون الرقص المعاصر بهذه المنطقة من العالم، فن حي حامل للتغيير، فالتعابير الجسدية سواء في الشارع آو المسرح والنظرات الجديدة على الذات و الآخر المنبثقة من الأعمال الفنية، تجعل من مبدعيها، انطلاقا من المهرجان، فناني المدينة بامتياز و مرآة تعكس آمال السكان و تطلعاتهم و حتى مخاوفهم.
“أزديو” الذي يشرف على إعطاء حصص تكوينية لعشاق هذا الفن بالمختبر الذي أسسه سنة 2003، و الذي يرمي إلى تلقين الراقصين الشباب أسس هذا الفن و تعريفهم بضوابطه و أعلامه، يطمح إلى أن يكون مهرجان “نمشي” مستداما ومتاحا للجميع و مكانا لاحتضان الأعمال الشابة، ما سيخلق ديناميكية في التبادل وتقاطع جدي للتجارب يخدم المشاريع المستقبلية للمهرجان و يحقق أهداف منظميه.
و للإشارة، فهذا المهرجان الذي وصل صيته إلى العالمية، و مع توالي دوراته، أضحى موعدا مهما لتصميم الرقص المعاصر “الكوريغرافيا”، و تتجلى هذه الأهمية في كونه فرصة لمصممي الرقص لاستعراض موهبتهم والتعريف بها، كما يمكن الفنانين المغمورين من إثبات وجودهم، فهو بمثابة فرصتهم الوحيدة للالتقاء بجمهورهم ومعجبيهم وكذا لقاء المنعشين في المجال الثقافي، فالمهرجان مبادرة مكنت الرقص المعاصر من الخروج إلى حيز الوجود و تكوين جمهور يتزايد يوما بعد يوم.