ندوة حول “مسرحة الشعر” في دار شعر مراكش
نظمت دار الشعر في مراكش، بتنسيق مع فرقة “دوز تمسرح” في المكتبة الوسائطية المركز الثقافي الداوديات، ندوة بعنوان “مسرحة الشعر: من القصيدة الى المسرحية”، عرفت مشاركة الشاعر والاعلامي ياسين عدنان، والناقدة الدكتورة زهرة ابراهيم، والفنان والمخرج أيوب العياسي.
وتوقفت المداخلات عند محاولات استقصاء هذا الحوار والعبور الجمالي والإبداعي للشعر الى عوالم فنية، وخصوصا المسرح.
كما انفتحت الندوة على أسئلة راهنة، في محاولة لتملس هذا العبور الإبداعي والجمالي، انتهاء بمحاولة قراءة “مسرحة الشعر” في جوانبها الدراماتورجية والنقدية.
وتوقفت آراء المتدخلين عند أسئلة مركزية، في مقاربتها لفعل التلقي، وأسئلة الكتابة الدرامية في علاقتها بالشعر، انتهاء بالكتابة الثانية الركحية، والتي تسعى لفعل تحقق مسرحي لعوالم شعرية منفتحة على التجريب. هذا الأخير الذي يطرح، هو نفسه، سؤال آخر يتمثل في قدرة المسرح على تمثل روح الشعر وعوالمه، للعبور الى “فعل مسرحي” بقوة بصرية.
وقدم عدنان، من خلال شهادة عميقة، رؤية من الداخل من خلال العودة للحظتين أساسيتين، ولاشتغال نصي لقصائده ومسرحتها.
واشار الى ان الفنانة لطيفة أحرار في مسرحية “كفر ناعوم” والعرض المسرحي “العابر” للمخرج أيوب العياسي. وكلاهما انشغلا بالنص الشعري، ونقلاه الى المسرح بحوافز ورؤية ذاتية مختلفة.
وسرد عدنان لحظة ميلاد مسرحية “كفر ناعوم”، والتي استجاب من خلالها النص الشعري لبعض من انشغالات الفنانة حينها.
فيما اختار العياسي، مقاطع شعرية من العابر كي يحقق فعلا التمسرح، بوعي “سينمائي” ودراماتورجي خاص.
وتحدث المخرج أيوب العياسي، الشاعر والمسرحي والسينمائي، على لحظات اختياره لنص العابر، ومن زاوية تقنية، اتجه الى اعتباره نصا بأصوات متعددة، وهو ما استجاب لرؤيته المسرحية.
ومن هذه الزاوية، عاد المخرج الى سرد تفاصيل انتقال النص الشعري الى التحقق المسرحي، منوها الى قدرة الشعر أحيانا على إعطاء ملمح نص درامي، حواري يمكن من الانتقال الى التحقق المسرحي. صاحب “مسرحية “شظايا” سبق له أن خلق تراكمات مسرحية، عبر اشتغاله على نصوص الشاعر إدريس الملياني، وشعراء أخرين، كما سبق له أن نقل نص صلاح الوديع العريس الى المسرح. ويعتبر أن الرهان على النص الشعري، ومسرحته، جزء من رهان جمالي خاص.
الناقدة ابراهيم قدمت ورقة وسمتها ب”مسرحة القصيد حنين إلى جينيالوجيا الفعل الجمالي”، متوقفة عند شروط الاستحالة وممكنات التفاعل، منطلقة من أسئلة منهجية من قبيل: عم يبحث المسرح المعاصر في القصيدة؟ وهل نضب معين الكتابة المسرحية النثرية لنبحث عن فرشات درامية أو ما بعد درامية في القصيدة؟ وكيف نحترز من مسرحة القصيدة لأنها غواية مسالك شائكة غير مأمونة العواقب؟ وهل كل قصيدة قابلة لتصير منجزا ركحيا؟ وتعتبر الباحثة أن تفكيك العالم الغنائي وإعادة صياغة العالم الدرامي يتطلب متدخلون ومخططات، من قبيل الشاعر والدراماتورج والمخرج والممثل..ولكي نحمي القصيدة الممسرحة، تشير الباحثة الى ضرورة تأسيس من الهوية الإبداعية للقصيدة الممسرحة قاعدة جمالية في شاعرية Poéticité المسرح المعاصر.