الملك: التأمين عن المرض يشمل الطلبة و المهاجرين
قال جلالة الملك محمد السادس، إنه إذا كـان تـوفيـر المـوارد المـاليـة والبشـريـة الصحيـة المـلائمـة، ضـروريـا لتـوفيـر الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، فـإنه مـن الـواجـب التعـامـل بمنهجيـة مـع المحـددات الأوسـع للصحـة، بمـا فـي ذلـك العـوامـل الاجتمـاعيـة والاقتصـاديـة، والبيئيـة والسلـوكيـة.
وأضاف جلالة الملك، في رسالة وجهها اليوم الاثنين بالرباط، للمشاركين في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة، لسنة 2019، التي اختارت منظمة الصحة العالمية، المغرب هذه السنة، لاحتضانها تحت شعار “الرعاية الصحية الأولية: الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة”، أن هذا مـا يقتضـي بلـورة وإقـرار سيـاسـات وإجـراءات قطـاعيـة وبيـن- قطـاعيـة، تـأخـذ بعيـن الاعتبـار هـذه العـوامـل مجتمعـة، فـي إطـار المسؤوليـة المشتركـة بيـن كافـة المتدخليـن فـي الشـأن الصحـي، والتـي تملـي عليهـم جميعـا تضافـر الجهـود، وتـرشيـد المـوارد.
لا يخفـى عليكـم، يوضح جلالة الملك في رسالته، “أن أكثـر مـن نصـف سكـان العـالـم، يفتقـرون حـاليـا إلـى الـرعـايـة الصحيـة الأسـاسيـة، رغـم أن التغطيـة الصحيـة الشـاملـة تكتسـي أهميـة بـالغـة بـالنسبـة للفـرد وللمجتمـع، وبـالنسبـة للمنظـومـات الصحيـة والمجتمـع الـدولـي”، مؤكدا أن تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة ليـس أمـرا بعيـد المنـال، كمـا أنـه “ليـس حكـرا عـلى الـدول المتقـدمـة، فقـد أكـدت تجـارب عـديـدة وبشكـل ملمـوس، أنـه يمكـن بلـوغ هـذا الهـدف، كيفمـا كـان مستـوى نمـو الـدول”.
وأبرز جلالة الملك، في الرسالة التي تلاها وزير الصحة أناس الدكالي، أن الـوفـاء بهـذا الالتـزام يتطلب تـوافـر بعـض الشـروط الأسـاسيـة فـي النظـام الصحـي، مـن بينهـا: “نهـج سيـاسـة دوائيـة بنـاءة تـروم تـوفيـر الأدويـة الأسـاسيـة، التـي تعتمـد عليهـا البـرامـج الصحيـة العمـوميـة ذات الأولـويـة، وتشجيـع التصنيـع المحلـي لـلأدويـة الجنيسـة، والمستلـزمـات الطبيـة ذات الجـودة، مـن أجـل تحقيـق السيـادة الـدوائيـة”.
وبمـوازاة ذلـك، يردف جلالة الملك، أنه يتعيـن تعـزيـز الحمـايـة المـاليـة لـلأفـراد والأسـر لتحقيـق هـذا المبتغـى، حتـى لا يضطـر المـواطنـون، لاسيمـا ذوي الـدخـل المحـدود، إلـى تسـديـد معظـم تكـاليـف عـلاجـاتهـم مـن مـواردهـم الـذاتيـة، مضيفا أنه “ينبغـي تضـافـر الجهـود بيـن البلـدان، لضمـان نجـاعـة أكبـر فـي تحقيـق غـايـات الهـدف الثـالـث مـن بيـن أهـداف التنميـة المستـدامـة، أي ضمـان الحيـاة الصحيـة وتشجيـع الـرفـاه للجميـع مـن كـل الأعمـار فـي أفـق 2030، والـذي التـزم بـه المغـرب كبـاقـي أعضـاء المجتمـع الـدولـي”.
ودعا جلالة الملك، إلى ضرورة خلـق دينـاميـة جـديـدة، لتجـاوز مختلـف الإكـراهـات والمعيقـات، يكـون إصـلاح منظـومـة الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة أحـد أهـم مرتكـزاتهـا، بالمـوازاة مـع الالتـزام بالمضـي قـدمـا نحـو تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة، فـي أفـق 2030، قائلا “هـذا الهـدف الـذي نسعـى جـاهـديـن لبلـوغـه، مـن خـلال تفعيـل وتعـزيـز سيـاسـات الحمـايـة الاجتمـاعيـة، ومـواصلـة التنفيـذ التـدريجـي للتغطيـة الصحيـة الأسـاسيـة لتشمـل جميـع المـواطنيـن بمختلـف شـرائحهـم وفئـاتهـم”.
وبين جلالة الملك، أن المغرب خطـى خطـوات واسعـة فـي إرسـاء نظـم التغطيـة الصحيـة الأسـاسيـة، بحيـث دخلـت التغطيـة الصحيـة الإجبـاريـة حيـز التنفيـذ سنـة 2005، كمـا تـم تعميـم نظـام المسـاعـدة الطبيـة أو مـا يسمـى بـ “الـراميـد” سنـة 2012. بـالإضـافـة إلـى ذلـك، تـم اتخـاذ مجمـوعـة مـن الإجـراءات فـي مجـال تـوسيـع الاستفـادة مـن أنظمـة التـأميـن عـن المـرض، لتشمـل طلبـة التعليـم العـالـي فـي القطـاعيـن العـام والتكـويـن المهنـي، والمهـاجـريـن وكـذلـك أمهـات وآبـاء الأشخـاص المـؤمّنيـن.
كمـا انخـرط المغـرب، يسترسل جلالة الملك، فـي إجـراءات التـأميـن الإجبـاري الأسـاسـي عـن المـرض الخـاص بفئـات المهنييـن، والعمـال المستقليـن، والأشخـاص غيـر الأجـراء، بهـدف تكميـل مشـروع التغطيـة الصحيـة الشـاملـة وتحقيـق الـولـوج العـادل للعـلاجـات كمـا ينـص عليـه دستـور المملكـة المغـربيـة.
وفي هذا السياق، أهاب جلالة الملك بالحكومة إلـى الإسـراع بـإصـدار النصـوص التشـريعيـة والتنظيميـة والتطبيقيـة، الخـاصـة بـإصـلاح الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، ومـواصلـة تـوسيـع التـأميـن الإجبـاري عـلى المـرض، بمـا يتيـح تعـزيـز الـولـوج إلـى خـدمـات صحيـة عـن قـرب، ذات جـودة عـاليـة، وبكلفـة معقـولـة، مـع إعطـاء مسـؤوليـة أكبـر للمستـوى التـرابـي، فـي إطـار الجهـويـة المـوسعـة والـلاتمـركـز الإداري.